الصحراء واحد
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أيها الحضور الكريم
اشتدي أزمة تنفرج، قد آذن ليلك بالبلج بعد غياب دام لمدة ثلاث سنوات، ها أنا اليوم أحظى بشرف افتتاح الدورة السادسة عشرة لموسم أموگار، و الذي أنعم عليها مولانا صاحب الجلالة و المهابة الملك محمد السادس أدام الله عزه ونصره، كما أنعم على سابقتها بتجديد سامي رعايته وعظيم عنايته المولويتين الشريفتين لهذا الموسم.
وبهذه المناسبة ، أتقدم إلى صاحب الجلالة أصالة عن نفسي ونيابة عن شيوخ و أعيان القبائل و ساكنة مدينة طنطان بفروض الطاعة والولاء و الإخلاص لسيدنا المنصور بالله أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله و اعز امره معربين لجلالته الشريفة عن مدى تعلقنا بأهداب العرش العلوي المجيد.
حضرات السيدات والسادة
إني لأنتهز هذه الفرصة باسم مؤسسة الموكار و أعضائها لأعرب لكم عن بالغ سرورنا بقبول الدعوة وحلولكم ضيوفا بين ظهرانينا في هذه الدورة من موسم طنطان.
كما يعلم الجميع، فإنه قد تم تنظيم الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث غير المادي للإنسانية في نونبر 2022 بمدينة الرباط، و التي تم من خلالها توجيه رسالة ملكية سامية إلى أعضاء اللجنة و ممثلي الدول المشاركة تحث على ضرورة صون التراث غير المادي عبر العالم.
وتجسيدا لهذه التوجيهات المولوية السامية، فإن مؤسسة الموكار انخرطت في هذا الإطار من خلال تركيز مجهوداتها على حماية وصون الموروث غير المادي للإنسانية وتسليط الضوء على اثني عشر عنصرا مغربيا مسجلا على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لمنظمة اليونيسكو. و تخص هذه اللائحة العناصر التي تميز على وتنوع التراث المغربي الثقافي
موسم طنطان الطعامة المتوسطية فضاء جامع الفناء الكسكس البيازة مهرجان حب الملوك شجرة الأركان رقصة التاسكيوين النخيل گناوه الخط العربي التبوريدة فلقد ارتات مؤسسة الموكار بمعية شركاتها المؤسساتيين و المنتخيين والفاعلين الجمعويين على أن تكون دورة هذه السنة مميزة عن النسخ السابقة، وذلك بتنوع فقراتها الثقافية والفنية وذلك فيما يتعلق بإبراز المكون الثقافي الحساني وإظهار العديد من تجلياته خلال الموسم. كما تمت على هامش الموسم ، برمجة مجموعة من الفقرات منها ما هو فني استعراضي و منها ما هو رياضي يتم تنشيطها من طرف فعاليات جمعوية من أبناء هذه المدينة العزيزة علينا
حضرات السيدات والسادة
أود أن أنتهز هذه الفرصة لأرحب بوفد دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة شريكنا العربي الدائم والذين دأبوا في كل نسخة على إتحاف ساكنة طنطان و زوار الموسم مغاربة و أجانب بتقديم برنامج فني وثقافي حافل يبرز غنی و تعدد التراث الثقافي غير المادي لهذا القطر العربي الشقيق.
كما أنني أرحب بممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط والأقاليم الجنوبية الذي يضم سفراء وقناصلة الدول الصديقة والشقيقة والذين تحملوا عناء السفر لمشاركتنا أجواء الموسم، باعتباره فرصة لاكتشاف الثقافة المغربية المتعددة الروافد و كذلك الإطلاع على الدور الذي تقوم به المملكة المغربية الشريفة في حماية وصون التراث غير المادي المسجل على القائمة التمثيلية لمنظمة اليونيسكو
سيداتي سادتي
يقتضي مني واجب العرفان و أنا أختتم كلمتي هذه، بصفتي رئيس مؤسسة الموكار التي شرفني جلالة الملك برئاستها أن أرفع إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عظيم شكري لجلالته لما يوليه من عناية و رعاية مولوية لهذا الموسم.
و أجدد شكري الجزيل لضيوف المغرب الأجلاء ولكل من لبي دعوة الحضور لمشاركتنا الدورة السادسة عشرة لموسم طنطان و الذي أتمنى أن تتوج فعالياته بالنجاح و أن تجدونه عند حسن ظنكم.
أود أن أتوجه بتقدير خاص للسلطات المحلية على ترجمتها للإرادة المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و على رأسها السيد والي جهة كلميم واد نون و السيد عامل إقليم طنطان لإحلال هذه المنطقة من وطننا العزيز المحل الذي يناسب حجم رصيدها التاريخي و زخم التطلع التنموي
لمواطني الإقليم. والشكر موصول إلى السادة رؤساء المجالس المنتخبة و المصالح الخارجية و شيوخ و أعيان القبائل وفعاليات المجتمع المدني و ووسائل الإعلام و القوات المسلحة الملكية و الأمن الوطني و الدرك الملكي و القوات المساعدة و الوقاية
المدنية. كما أشكر كل شركائنا في تنظيم هذه الدورة السادسة عشرة.
أطال الله عمر سيدنا المنصور بالله و أقرعين جلالته الشريفة بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن و شد أزره بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد و كافة الأسرة الملكية الشريفة إنه للدعاء سميع مجيد.
واسمحولي أن أختم بقول الشاعر : فِيمَا التَّفَرُّقُ وَ الْأَهْدَافُ تَجْمَعْنَا
لا يَعْلَمُ السِّرَّ إِلَّا اللَّهُ مَوْلَانَا إِنَّ الْحَبِيبَ حَبِيبٌ حَيْثُمَا كَانَ
كَمْ ذَا أُخَاصِمُ قَلْبِي حِينَ أَهْجُرُكُمْ
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته