العيون : يوم حافل بالتدشينات بمناسبة عيد العرش المجيد

alt=

الصحراء واحد

تخليدا للذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد، شهدت مدينة العيون اليوم السبت يوما حافلا بالتدشينات وإعطاء الانطلاقة لسلسلة من المشاريع والأوراش التنموية الهامة، وذلك بإشراف وفد وازن يقوده والي الجهة عبد السلام بيكرات، ورئيس المجلس الجماعي للعيون مولاي حمدي ولد الرشيد، وبحضور ثلة من منتخبي الإقليم وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، وشيوخ القبائل الصحراوية، وفعاليات المجتمع المدني.

الوفد الرسمي وبعد أن تجمع بدار الضيافة صباح الأمس، استهل مراسيم التدشينات من المدخل الشمالي للعيون، حيث قام الوفد بتدشين قنطرة هذا المدخل المشيد على وادي الساقية الحمراء، وهي القنطرة التي يصل طولها إلى 600 متر فيما يصل عرضها إلى 14 متر، والتي من شأن افتتاحها في وجه حركة السير، أن يساهم في ضمان انسيابية كبيرة وآمنة لدى مختلف وسائل النقل من السيارات والشاحنات و الحافلات التي تمر بشكل يومي بهذه الطريق الرئيسية التي تربط شمال المملكة بجنوبها.

بعدها قام الوفد الرسمي بتدشين ساحة العلويين، التي جرى تشيدها على مساحة تمتد على أربعة آلاف متر مربع، وتتوسط مؤسسات ومرافق عمومية حيوية بالمدينة، والتي تشكل فضاء ترفيهيا من شأنه أن يشكل متنفساً جديدا لساكنة العيون، ويعزز رونق وجمالية المدينة، وقد تم تجهيزها بأحدث المرافق والتجهيزات.

كما تم خلال مراسيم افتتاح هذه الساحة العمومية، تدشين المرآب التحت أرضي تحت هذه الساحة العمومية، في خطوة رائدة وغير مسبوقة، والذي ينتمي إلى الجيل الجديد من المرائب الذكية، وقد تم تشييده على مساحة 4000 متر مربع، حيث يندرج إنجازه في إطار استجابة المجلس الجماعي للعيون تزايد العرض الخاص بركن السيارات، والتخفيف من الازدحام والاكتظاظ وتحسين انسيابية حركة السير والجولان، خاصة بهذا الجزء من المدينة التي تتواجد به أغلب المؤسسات والإدارات العمومية، مع توفير ظروف سهلة لولوج المواطنين لها، وقد تم تزويد هذا المرآب بكاميرات للمراقبة وإنارة رفيعة المستوى، ومداخل شاسعة لتسهيل عملية الدخول والخروج.

المجال الثقافي والمعرفي شكل الحدث الأبرز في مراسيم التدشينات في هذه الذكرى الوطنية المجيدة، حيث قام الوفد الرسمي بقص شريط افتتاح المكتبة الوسائطية الكبرى، هذه المعلمة الثقافية الهامة التي تتربع على مساحة تناهز 26.000 مترا مربعا، والتي تعد الثانية من نوعها على المستوى الوطني، حرص المجلس الجماعي للعيون بتوجيهات من رئيسه مولاي حمدي ولد الرشيد على إيلائها عناية خاصة، حرصا منه على إرساء دينامية تنموية تلامس كافة المجالات والميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية. على تدشين مقر المديرية الجهوية للشباب، وذلك في إطار عصرنة البنيات التحتية، وتجويد الخدمات المقدمة من قبل هذا المرفق العمومي، حيث يضم شبكة متكاملة من الولوجيات، فضلا عن تجهيزه بعدد من المرافق والتجهيزات الأساسية، ثم الإشراف على تدشين مقر شباب دار الشباب الوحدة، الذي يضم عددا من المرافق والمنشآت الهامة، والذي يروم تعزيز البنيات التحتية للقرب والمساهمة في الادماج السوسيو اقتصادي للشباب وتجويد الخدمات المقدمة لهذه الفئة، حيث ينتظر أن يوفر لهم أنشطة تربوية وثقافية تهم عددا من المجالات، بعدها سيقوم الوفد الرسمي بإعطاء انطلاقة أشغال تحسين النجاعة الطاقية بمدينة العيون، الذي يهدف إلى تعميم الإنارة بمصابيح LED، إضافة إلى الرفع من عدد صناديق التحكم ومراقبة الإنارة العمومية بطريقة ذكية، وتأهيل الشبكة الكهربائية وأعمدة الإنارة العمومية.

الجانب الاجتماعي كان له النصيب البارز ضمن مراسيم التدشينات، حيث تم افتتاح مركز التمكين الاقتصادي للنساء في وضعية هشة، الذي يعد جزءا من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي التي أولاها المجلس الجماعي أهمية بالغة، حرصا منه على إشراك مختلف الفئات في الدينامية التنموية التي تعرفها المدينة في مختلف المجالات، حيث يحتوي هذا الفضاء الاجتماعي على عدد من المرافق الأساسية، من آلات للتصبين لإستعمالها من طرف المستفيدات مجانا، فضلا عن خطوط هاتفية للتواصل مع الزبناء، ومرافق أخرى للترفيه وأخذ قسط من الراحة.

ليكون مسك ختام هذا اليوم الحافل بالتدشينات، تدشين ساحة أم السعد، وهو المشروع الضخم الذي يعد معلمة ترفيهية وسياحية هامة، والتي تم إنجازها على مساحة ثمانية هكتارات وتضم فضاءات خضراء، ومسرحا بلديا، ودارا للجماعة، ومجمعا تجاريا، ونافورات، وفضاءات للأطفال ومناطق خضراء، بالإضافة إلى مجموعة من المنتزهات والمرافق الترفيهية، حيث يندرج إنجازه في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز البنية التحتية بحاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، وإبراز الجانب الجمالي لها.

مشاريع وأوراش تنموية واعدة يتم تدشينها بمدينة العيون في ذكرى تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين، من شأنها أن تمنح دفعة قوية للدينامية التنموية التي تعرفها حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة على كافة المستويات، والتي تجسد الطموح الكبير للقائمين على تدبير شأنها المحلي، لتحويلها إلى قطب تنموي واعد يربط المغرب بعمقه الإفريقي، وذلك من خلال مشاريع استراتيجية كبرى تم خلالها الحرص على أن تلامس مختلف المجالات، وأن تضمن استفادة كافة الفئات، وذلك في تكريس لمبدأ العدالة المجالية والإجتماعية، من منطلق الإيمان من أن ذلك يعد مدخلا أساسيا لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

Exit mobile version