العيون على موعد مع ملتقى دولي حول الإعلام

alt=

الصحراء واحد

ينظم نادي الصحراء للصحافة والتواصل بمدينة العيون، يومي السبت والأحد المقبلين “ملتقى العيون الأول للإعلام بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا’، تحت شعار “الإعلام ودوره في التنمية المستدامة” بمشاركة إعلاميين من تركيا والأردن وليبيا وموريتانيا والمغرب.
ويسعى النادي إلى استشراف ما ينبغي للإعلام أن يقوم به من أدوار للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة وأن المملكة المغربية والأقاليم الجنوبية بشكل خاص ستعرف دينامية كبيرة على المدى القريب، في خضم المجهودات المبذولة والمشاريع الكبرى التي تسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ليس فقط بالمملكة، بل تشمل دولا عديدة خاصة دول الساحل، والدول الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، في إطار التعاون الدولي والإقليمي.
ويرى نادي الصحراء للصحافة والتواصل أن الدور المنتظر من الإعلام الإنمائي وصحافة الحلول في تعبئة الرأي العام وفتح نقاش عمومي وتعميم النماذج التنموية والحلول الناجحة لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، يقتضي التحضير للمرحلة المقبلة عبر عدة خطوات، من بينها تنظيم ملتقى دولي يتم من خلاله تقاسم التجربة التنموية بجهة العيون الساقية الحمراء وباقي الأقاليم الجنوبية مع إعلاميين من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، باعتبارها تجربة نموذجية تم تنفيذ مشاريعها في ظل ظروف غير عادية، بحكم أنها منطقة عرفت نزاعا مسلحا مباشرة بعد استرجاعها من يد الاستعمار الاسباني بفضل مسيرة شعبية سلمية، يخلدها التاريخ المعاصر، وبعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار سنة 1991 ظلت مختلف الهيئات المنتخبة والسلطات تواجه تحديات معقدة، ترتبط بتعثر مسار التسوية السياسية للقضية من جهة، وتحديات تنموية لها علاقة بظروف المناخ الصحراوي وغياب بنية تحتية ملائمة. وبالتالي أصبحت منجزات التنمية التي تحققت على أرض الواقع رغم جميع الاكراهات المذكورة، وما واكبها من اعلام جهوي سواء على مستوى الإذاعة الجهوية والصحف المطبوعة والرقمية، أو على مستوى أول تلفزيون جهوي بالمغرب وبدول الجوار بشمال أفريقيا، تجربة نموذجية، لها أهمية كبير في إطار تبادل الخبرات وحلول الاعلام التنموي مع باقي دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبالموازاة فإن نادي الصحراء للصحافة والتواصل يستحضر ما ستعرفه الأقاليم الجنوبية على المدى القريب من تنزيل الجهوية الموسعة ومشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل سياسي يحظى بدعم دولي متنامي كحل سياسي للنزاع له مصداقية ومشروعية. وهو ما سيجعل للإعلام دورا أكبر ضمن خصوصيات جديدة لم تعرفها المنطقة من قبل، الأمر الذي يحتاج اكثر من اي وقت مضى لتبادل الخبرات والتجارب والتشبيك مع مختلف الاعلاميين المتخصصين في الاعلامي الإنمائي وصحافة الحلول.
كما يستحضر النادي محطة تنظيم كأس العالم 2030 بالمغرب بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، والتي تصادف نهاية العمل بخطة التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة إلى حدود سنة 2030، وما يستلزم من استشراف ودراسة للتنمية المستدامة ما بعد هذه الخطة.
ويعتزم نادي الصحراء للصحافة والتواصل إلى جانب شركائه، العمل على مأسسة هذا الملتقى ليصبح محطة سنوية لتطوير الإعلام الإنمائي وصحافة الحلول وتنمية التشبيك بين مختلف الاعلاميين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإرساء برامج تدريبية وندوات دراسية على طول السنة.
وإذ يستحضر النادي فرص النمو المتاحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبأفريقيا بشكل عام ودول الساحل الأطلسي بشكل خاص وما يرتبط من مشاريع تنموية مرتبطة بالاقتصاد الأزرق، وفي نفس الوقت التحديات الكبيرة التي تهدد السلم بالمنطقة وما يرتبط بتحديات المناخ والبيئة، وارتفاع مديونيات عدد كبير من دول المنطقة، فإنه يسجل المسؤولية الملقاة على عاتق الاعلاميين للعب ادوار طلائعبة في انجاح تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وما ينبغي القيام به من مبادرات لتمكين الاعلاميين من الرفع من كفاءاتهم وتنفيذ مهامهم على افضل وجه ممكن في تكامل مع جميع الفاعلين والجهات المعنية بالتنمية المستدامة.
ومن خلال التقارير والاستعراضات السنوية لأهداف التنمية المستدامة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتضح أن هناك ضعفا كبيرا في تحقيق الأهداف السبعة عشر المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدتها الدول الأعضاء بالأمم المتحدة سنة 2015. وهي أهداف ترتبط بجميع التحديات العالمية التي نواجهها، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالفقر وعدم المساواة والمناخ وتدهور البيئة والازدهار والسلام والعدالة.
وتحتل المملكة المغربية موقعا استراتيجيا هاما ضمن مجموعة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باعتبارها جسرا بين أوروبا وأفريقيا، واول دولة تحظى بوضع الشراكة المتقدمة مع الاتحاد الأوروبي، وبوابة للشراكات الدولية والاقتصادية مع أفريقيا، وأول دولة بشمال إفريقيا تحظى بوضع “شريك الحوار القطاعي” لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا المعروفة اختصارا باسم “آسيان”.
وسيتعزز الموقع الاستراتيجي للمغرب ضمن دول المنطقة (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) بشكل أكبر على المدى القريب بعد الانطلاقة الفعلية لعدد من المشاريع الهيكلية المرتبطة بالبنى التحتية، ليس فقط للمغرب ودول الجوار، بل سيمتد على طول الواجهة الأطلسية للدول الأفريقية، ودول الساحل، وهو ما سينعكس على التنمية المستدامة في بعدها الشمولي، وليس فقط على مستوى البعد الاقتصادي.
وعودة إلى التقارير التي ترصد واقع مؤشرات أداء دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنها تتفق على ضرورة القيام بعدة تدابير من شأنها تدارك النقص الحاصل في تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة خلال السبع السنوات المتبقية قبل حلول سنة 2030 التي تشملها الخطة الأممية.
وترتبط هذه التدابير أساسا بإشراك أكبر للقطاع الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الحكامة في عمل الحكومات والمؤسسات العمومية، وتشجيع المؤسسات الإحصائية لدول المنطقة على توفير البيانات بشكل أكبر ودعم البيانات المفتوحة وتعميمها.
وهو وضع جديد يحتاج إلى دور إعلامي أكبر للمساهمة في تعبئة الرأي العام وفتح نقاش عمومي واسع، يعرض لمختلف وجهات النظر ومقترحات الحلول لمساندة الأهداف والسياسات الموضوعة.

Exit mobile version