الصحراء واحد
في إطار تخليد الذكرى الستين لإحداث برلمان المملكة المغربية، نظم البرلمان بمجلسيه يوم الأربعاء 17 يناير 2024 بمقر البرلمان بالرباط ندوة وطنية تميزت بالرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله إلى المشاركين والتي تلاها رئيس مجلس النواب السيد راشيد الطالبي العلمي.
خلال افتتاح هذه الندوة التي ترأسها كل من رئيس مجلس النواب السيد راشيد الطالبي العلمي ورئيس مجلس المستشارين السيد النعم ميارة، تم عرض شريط توثيقي لمقتطفات من الخطب الملكية السامية التي ألقيت في افتتاح الدورات التشريعية بارتباط مع تطور العمل البرلماني منذ استقلال المملكة.
وسلط المشاركون الضوء خلال الجلسة الأولى لهذه الندوة التي ترأسها رئيس مجلس النواب السيد راشيد الطالبي العلمي على التطور الدستوري للبرلمان المغربي، وعلى نظام الثنائية المجلسية الذي تبنته عدة دول عبر العالم بما فيها المغرب حيث انتقل عدد الدول من 45 إلى 80.
وأوضح المشاركون أن المغرب ومن خلال دستور 1962 اختار الثنائية البرلمانية، قبل أن يتخلى عنها في السبعينيات، ليعود إليها من خلال دستور 1996، مشيرين الى أنه في فترة السبعينات كانت الثنائية حاضرة ضمنيا من خلال ثلث الأعضاء المقترعين بشكل غير مباشر.
وتطرق المشاركون خلال نفس الجلسة إلى العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية حيث أقر دستور 1962 في هذا الصدد مبدأ فصل السلط وتعاونها كما يتجلى في عدد من المقتضيات كالاستفتاء والثنائية البرلمانية والاقتراع وإقرار المسؤولية السياسية أمام الملك وأمام البرلمان.
كما قدم المتدخلون شروحات مستفيضة حول دور البرلمان في تقييم السياسيات العمومية والعلاقة القائمة بين السياسات العامة والسياسات العمومية.
وخلال الجلسة الثانية للندوة التي ترأسها رئيس مجلس المستشارين السيد النعم ميارة تناول المشاركون موضوع دعامات وتحديات وآفاق العمل البرلماني، إذ تمت مقاربة هذا الموضوع عبر عدد من العروض حول العلاقة بين البرلمان والممارسة الديمقراطية من خلال عرض مسار تطور العمل البرلماني في مجال التشريع والمراقبة وتقييم السياسات العمومية الى جانب تعزيز دوره الدبلوماسي بالإضافة الى المستجدات التي عززت موقع ومكانة البرلمان.
وتم التأكيد خلال هذه الجلسة على أهمية الانفتاح البرلماني باعتباره مؤسسة تمثيلية تقتضي أن يكون مصدر للمعلومة ومدخلا في انتاج السياسات العمومية مع ضرورة اعتماد مؤشرات لقياس انفتاح البرلمان على محيطه الخارجي.
فضلا عن هذا، تم تسليط الضوء على التحديات الملحة والجديدة التي أصبحت ترهن البرلمانات والعمل البرلماني والديمقراطيات المقارنة وهو ما يتطلب تجديدا على مستوى طرق واليات اشتغال المؤسسة البرلمانية لتصبح في مستوى هذه التحديات.
وفي إطار مقاربة التحديات والاشكالات التي تعترض الديمقراطية التمثيلية تطرق المشاركون إلى الجوانب المحددة لهده الديمقراطية من خلال عرض تسلسل زمني للنظريات التي ساهمت في بناء هذا النموذج الديمقراطي الذي يرتكز على المشاركة الفاعلة للمواطن بالإضافة الى أهم عوامل أزمة الديمقراطية التمثيلة.
تجذر الإشارة الى أنه تم تكريم على هامش هذه الندوة الوطنية البرلمانيتين السابقتين السيدتين بديعة الصقلي ولطيفة بناني سميرس، باعتبارهما أول سيدتين تم انتخابهما في البرلمان المغربي في تسعينيات القرن الماضي.
وفي ختام أشغال هذه الندوة رفع رئيسا مجلسي النواب والمستشارين السيدين راشيد الطالبي العلمي والنعم ميارة برقية ولاء وإخلاص الى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
كما تم بالمناسبة تقديم درع تذكاري للسيد جامع بيضا مدير أرشيف المغرب من طرف السيد رئيس مجلس النواب والسيد رئيس مجلس المستشارين، وذلك تقديرا للدعم الذي قدمته مؤسسة أرشيف المغرب في إعداد معرض الصور والوثائق حول العمل البرلماني، الذي يقام في أروقة البرلمان، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسه.