عزيز غالي وتصريحاته بشأن الصحراء المغربية – بين المغالطات وحسابات اليسار

alt=

الصحراء واحد

مقال رأي: عزيز غالي وتصريحاته بشأن الصحراء المغربية – بين المغالطات وحسابات اليسار.

بقلم الصحفي أيوب لمزوق

في خرجة مستفزة للشعب المغربي، تتوالى التصريحات المثيرة للجدل من عزيز غالي، والتي يعكس بعضها تقاربا مع أجندات سياسية تناقض المصالح الوطنية للمغرب، خاصة في ملف الصحراء المغربية. في ظل معطيات دولية ومحلية تعزز الموقف المغربي، جاءت تصريحاته كصدى لمواقف يسارية متصلبة تحن إلى أوهام الماضي وتغفل التحولات الجيوسياسية الإقليمية والدولية.

في ظل هذه المستجدات، يثير خطاب عزيز غالي تساؤلات حول أهدافه وسياقاته. هل يعكس هذا الموقف انغماسًا في حسابات سياسية داخلية تسعى لاستمالة قوى يسارية متصلبة؟ أم أنه مجرد استمرار لخطاب حقوقي يفتقد إلى رؤية استراتيجية شاملة؟

إن اختزال ملف الصحراء في منطق المواجهة السياسية التقليدية يتجاهل حقائق ميدانية ودبلوماسية جديدة تعزز الموقف المغربي. فالأمر لم يعد مجرد نزاع إقليمي، بل قضية سيادة وأمن قومي يفرض على النخب الوطنية الالتفاف حول موقف موحد يعكس مصالح الوطن.

التقارير الأممية الأخيرة أكدت أن الجزائر هي الطرف الأساسي في النزاع، كما حملها الأمين العام للأمم المتحدة مسؤولية تأزيم الوضع عبر عرقلة مسار الموائد المستديرة وتغذية الصراع الدبلوماسي المستمر، ما يكشف زيف الحياد الذي تدعيه الجزائر.

في المقابل، حظيت القضية الوطنية بدعم قوي من مجلس التعاون الخليجي، الذي جدد مواقفه الثابتة بشأن مغربية الصحراء، مشيدا بالدور المحوري للمغرب في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

حتى على الصعيد الأوروبي، أعاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأكيد دعمه الصريح لمغربية الصحراء، مع التزام بلاده بالدفاع عن هذا الموقف في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، معتبرا الحكم الذاتي الحل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي.

يبقى التساؤل مطروح: هل تنسجم تصريحات غالي مع هذه الحقائق الصلبة؟ أم أنها تعكس حسابات سياسية ضيقة داخل التيارات اليسارية المغربية التي ترفض الاعتراف بالتحولات الاستراتيجية الجارية في ملف الصحراء؟

التصريحات المنحازة والمغلوطة لا تخدم المصلحة الوطنية، بل تزيد من تعقيد المشهد وتمنح ذريعة للأطراف المناوئة.

Exit mobile version