سيدي السباعي يكتب : البوليساريو تاهت فاختلطت عليها الصحراء بجمهورية كوريا الشمالية

alt=

الصحراء واحد

البوليساريو تاهت فاختلطت عليها الصحراء بجمهورية كوريا الشمالية

 

الحصار أو التعتيم الإعلامي في منطقة الصحراء، عبارات دأبت مختلف أدوات البوليساريو على ترديدها والتغني بها في كل مناسبة لدى الهيئات والمنظمات الدولية، حصار أقرب إلى الحديث عن حصر ما في البطن من فضلات منه إلى غلق المنطقة وحجب الواقع والحقيقة وعزلها عن العالم الخارجي، خطاب ربما تسعى من خلاله إلى تحرير كوريا الشمالية وليس الصحراء، لأن الأمر اختلط على البوليساريو، فهذا النوع من الحصار والعزل والإغلاق موجود فقط في كوريا الشمالية.

إن الخطاب الإعلامي للبوليساريو، وبسبب افراطه في المبالغة والافتراء، ودأبه على البكاء والظهور بمظهر الضحية، بات يخيل إليه أن بإمكانه تصوير الصحراء للأجانب كمنطقة عسكرية معزولة عن العالم، وهذا يبرز القصور الكبير لدى قيادة البوليساريو في استيعاب وفهم أن خطابها تآكل وأدواتها تقف عاجزة أمام تجديده أو خلق أساليب أخرى يمكن تصديقها ويقبلها العقل والمنطق.

الأجدر بكل من يتحدث عن أي حصار إعلامي بهذه المنطقة، أن لا ينسى هناك عشرات الفرق الإعلامية التابعة للبوليساريو، تنتشر على امتداد مدن الداخلة وبوجدور والعيون والسمارة والطنطان وكليميم واسا، ليس هذا فحسب بل إن أعضاءها يمارسون أنشطتهم بحرية لا تتوفر داخل المخيمات أو فوق التراب الجزائري، سؤالي هنا، عن أي حصار يتحدث هؤلاء في وضع كهذا الذي يعيشه الجميع؟؟؟

كما أن على من يمتهنون الكذب وتزوير الواقع، ويدعون تسييج وحصار المنطقة عسكريا، التفكير في عشرات الهيئات والجمعيات الحقوقية الموالية للبوليساريو، هي أيضا بدورها تمارس أنشطتها بكل حرية، بل إن بينها من يتوفر على ترخيص رسمي مسلم من السلطات المغربية، وتضم بين منتسبيها ومسيريها موظفين في مؤسسات الدولة المغربية، وأكثر من ذلك يستفيدون من الترقيات الوظيفية دون أدنى عرقلة أو تضييق، بل يسافرون بجوازات سفر مغربية نحو مختلف بلدان العالم للحديث عن التضييق والحصارهم المزعوم والبعيد كل البعد عن الواقع.

الخلاصة أن الحصار الذي تتحدث عنه البوليساريو لا وجود له سوى في مخيماتها المعزولة هناك في تندوف، أما ميدانيا وبمدن الصحراء فيوجد انفتاح وتواصل مع العالم الخارجي وحياة طبيعية تتوفر فيها شروط السلم والاستقرار والتعايش الإنساني، ولسنا نعيش عزلة كحالة إيران أو كوريا الشمالية، لهذا فالبوليساريو مدعوة لابتكار طرق أكثر نجاعة وإقناع إن أرادت كسب التعاطف والوصول إلى الرفع من الصدقات الإنسانية التي تناضل من أجل استمرارها في بيعها بأسواق البلدان المجاورة.

وليس بالغريب على من استغل بالأمس القريب صور ضحايا آلة القتل الصهيونية في حق العائلات الفلسطينية، وظهر في وسائل الإعلام الدولية يجهش بالبكاء، ودون حياء يدعي أنها عائلته التي قتلت بدم بارد وتمت تصفيتها من طرف المغرب خلال أحداث مخيم اكديم إيزيك، فهؤلاء آليون وتمت برمجتهم على هذا النوع من الخطاب، ولن ننتظر منهم مواكبة كل المتغيرات الموجودة على أرض الواقع، بما في ذلك طبيعة تعامل السلطات المغربية مع موضوع حقوق الإنسان والذي طورت كثيرا من مقاربتها في التعاطي معه.

أخيرا وبعد تحديد الصحراء التي تتحدث البوليساريو عن حصارها وعسكرتها، اليوم وقيادة البوليساريو على أبواب عقد مؤتمرها بشروط يعرفها الجميع ولا حاجة لنا لبسطها، أدعوها للتفكير في أن تضع في الحسبان أن منطق السياسة والمصالح الدولية يفرض أن ” لا صديق دائم ولا عدو دائم”، أي أن هناك احتمال أن ينتهي الصراع الذي تستفيد منه بين المغرب والجزائر، فهل قيادة البوليساريو جاهزة لهكذا متغيرات، أم أنها كما الخمسين سنة التي مضت لا رؤية واضحة لمستقبل مشروعها المجهول والمظلم والذي ضيع على الصحراويين عديد الفرص لحل مسألة الصحراء؟.

سيدي اسباعي

Exit mobile version