صحافة التشهير بالمغرب.. سرطان ينخر مستقبل الصحافة في المغرب.

مدير الموقع16 يناير 2022آخر تحديث :
صحافة التشهير بالمغرب.. سرطان ينخر مستقبل الصحافة في المغرب.

الصحراء1

صحافة التشهير بالمغرب.. سرطان ينخر مستقبل الصحافة في المغرب.
بقلم هشام بتاح
أصبحت ظاهرة التشهير و ما يرتبط بها من جرائم تمس الحياة الخاصة من السلوكيات الأكثر رواجا داخل المجتمع المغربي ، لا سيما بعد الطفرة الإعلامية والتكنولوجية التي حدثت في السنوات الأخيرة، و التي جعلت من البعض يمتهن مهنة أخلاقية بعيدة عن مستواه الأكاديمي والتعليمي، يستعمل خلالها الحواسيب و الهواتف الذكية المرتبطة بالانترنيت في الأغراض الايجابية او السلبية، ومن هذه السلوكيات الخطيرة أسلوب التشهير كالمس بالحياة الخاصة للأفراد بحسن أو سوء نية.
فلقد تنامت وبشكل كبير مؤخرًا صحافة بالمغرب تحترف نهج اسلوب التشهير والقذف ، حيث انتقلت من نشر الشائعات وفق أجندات معينة إلى تسريب معطيات شخصية وسرية مما يتناقض مع اخلاقيات مهنة الصحافة ويضرب عرض الحائط كل الأهداف العامة المتوخات من هذه السلطة كوسيلة للمراقبة والضغط، فنمو هاته الظاهرة طرح من جديد جملة إشكالات أخلاقية ومهنية خاصة فيما يتعلق أساسا بأسئلة موضوعية عن مستقبل الصحافة بالمغرب وما وصل اليه الواقع الصحفي في موجة لاستغلال إحداث او صراعات اما سياسية او اجتماعية او نقابية لنهج أسلوب التشهير، إذ تنهج المواقع والأقلام المتهمة بالتشهير سلوكيات متنوعة، كتسويق الشائعات إعلاميا والاتهام المباشر لأشخاص أو هيئات معينة، وقد يبلغ الأمر بهم حد القذف المباشر او غير المباشر، ناهيك عن تسريب معطيات شخصية أو سرية من أجل تصفية حسابات شخصية، و لا يقتصر الأمر في ارتكاب هذا الفعل المجرم فقط على الأفراد العاديين , و لكنه يمارس بشكل كبير من طرف الصحافة لا سيما بعد ظهور الملائمة القانونية مما يطرح اكثر من سؤال حول التدخلات القانونية ودور النصوص القانونية التي أصبحت تدخل في إطار الصحافة الإلكترونية وتنظم قانون الصحافة الذي أضحى إطار قانوني يشرعن وجودها الواقعي , و للأسف فان عدد كبير من هذه المواقع الإلكترونية والصحفيين تعمد بشكل ممنهج على التشهير و المس بالحياة الخاصة. .
ان الحديث عن صحافة التشهير بين منطلق أخلاقي وقانوني فإننا نتكلم عن قاعدة قانونية تتسم بالعمومية والإلزامية
و حين نتحدث عن مدونة آداب المهنة أو مدونة الأخلاقيات فإننا لا نتحدث عن قانون ملزم ، و لكن مجرد مبادئ أخلاقية تعبر عن سمو أخلاق الصحفي المهني وخطه التحريري بعيدآ كل البعد عن المسار القانونية وعقوبتها، فالضمير الصحفي هو المتحكم الرئيسي في عملية ترسيخ المبادئ الأخلاقية للمهنة ، كما أن هذا الضمير هو المتحكم الأساسي في مبادئ الفرد وقناعاته، وقد طفت إلى السطح قضايا التشهير الصحفي والمتعلقة بنشر معطيات شخصية لصحفيين أمثال الصحفية هاجر الريسوني وعمر الراضي وما تعرضوا له من سب وتضييق يتعارض مع مبدأ الأخلاق العامة من طرف مواقع إعلامية ومنابر كانت هي السباقة إلى التشهير بصحفيين اعتقلوا بتهم وهي تهم لم يقل فيها القضاء كلمته بعد، لكن مواقع التشهير كانت قد نزلت بوابل من السب على صحفيين تعرضوا للاعتقال ووصفهم بالتجسس قبل أن تقول العدالة كلمتها، ما يتنافى مع أخلاقيات المهنة.
أن سلوكيات صحافة التشهير تسعى إلى نشر اليأس في صفوف المتابعين وزرع الحقد، وخلق صورة سلبية في أذهان المتلقي، مع التركيز على تسريب معطيات او اخبار تشكل حساسية، مرتبطة بالحياة العائلية للصحفيين او النبش في حياتهم الخاصة مما يستحضر تدخلا قانونيا حاسما لحماية المهنيين من تداعيات هذا الأسلوب الجديد.

الاخبار العاجلة