خطاب وزير الخارجية بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون المغرب-غينيا بيساو

مدير الموقع16 يوليو 2024آخر تحديث :
خطاب وزير الخارجية بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون المغرب-غينيا بيساو

الصحراء واحد

مشروع خطاب السيد الوزير بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون المغرب-غينيا بيساو
بالعيون في 16 يوليوز 2024

السيد الوزير والأخ العزيز
سيداتي وسادتي
1- أود بداية الترحيب بحرارة بكم، الاخ العزيز معالي السيد Carlos Pinto PEREIRA، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجاليات بجمهورية غينيا بيساو، وبالوفد المرافق لكم في بلدكم الثاني، مع متمنياتي لكم بطيب الإقامة هنا بيننا في المغرب.
2- إن انعقاد هذا الاجتماع الوزاري في إطار الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وغينيا بيساو على هذه الأرض الطيبة لمدينة العيون يشهد على جودة العلاقات المتميزة والروابط العريقة التي تجمع أُمَّتينا. ولا يسعني إلا التعبير عن بالغ سعادتي بهذه المناسبة التي يشرفها حضور معالي السيد Carlos Pinto PEREIRA والوفد المرافق له بالعيون، والتي لطالما شكلت محورا للتواصل الإنساني والتبادل التجاري بين الشعب المغربي، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، وشعوب القارة الإفريقية.
3- وتُعد مشاركتكم في أشغال هذا اللقاء الهام دليلا على إرادتنا القوية للعمل سويا على الارتقاء بروابط التعاون إلى مستوى شراكة استراتيجية تتماشى مع تطلعات قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله ورعاه، وأخيه فخامة الرئيس Umaro Sissoco EMBALO.
4- كما نعبر عن ترحيبنا بالدينامية التي تشهدها العلاقات بين البلدين منذ الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى غينيا بيساو في ماي 2015، ونرى أن انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون يَنِمُّ عن رغبة البلدين في إعطاء زخم جديد لآليات التعاون الثنائي بين المملكة المغربية وجمهورية غينيا بيساو من خلال تعزيز وتوسيع الإطار القانوني في المجالات الأكثر حيويةً بُغية إرساء أسس مشاريعَ عملية رامية إلى بلوغ أهداف التنمية واستكشاف فرص جديدة للتعاون.
السيد الوزير والأخ العزيز
سيداتي وسادتي
5- وعيا منه بأهمية عمقه الإفريقي، لطالما التزم المغرب، تحت القيادة السديدة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، بجعل التعاون جنوب-جنوب، وخصوصا مع الدول الإفريقية، رافعة أساسية ترمي إلى بلوغ التنمية المستدامة وازدهار ورخاء الشعوب الإفريقية، وذلك عبر شراكات رابح-رابح.
6- وفي هذا الإطار تندرج المبادرات الملكية السامية المتعددة لصالح البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي وتلك الهادفة إلى تمكين دول الساحل من ولوجه، بهدف خلق الظروف الملائمة لبزوغ عهد جديد من التنمية المشتركة والازدهار لفائدة الشعوب الإفريقية.
7- كما وأشيد بإسهامات القطاع الخاص المغربي في مسار التنمية الواعد الذي تحذوه غينيا بيساو، وخصوصا فيما يتعلق بالقطاع البنكي ومجال النقل الجوي والاتصالات وغيرها.
8- وأغتنم هذه المناسبة لأحُث الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين بكل من المغرب وغينيا بيساو على الاستفادة من الفرص التي يقدمها البَلدان في قطاعات اقتصادية عدة والعمل سويا على إرساء قواعد تعاون دينامي في المجالات ذات الأولوية كالصحة والتعليم والتكوين المهني والطاقات والفلاحة والصيد البحري. إضافة إلى هذا، فالمغرب مستعد لإنشاء مجلس أعمال بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة و نظرائهم من غينيا بيساو.
9- وتلتزم المملكة بدعم مشاريع البنيات التحتية المينائية التي أطلقتها حكومة غينيا بيساو، ونخص بالذكر منها ميناءي بيساو وبوبا، وذلك عن طريق وضع إطار يشجع الشراكة بين الطرفين في مجال تطوير ودعم الموانئ. وعليه، يتعهد المغرب بمواكبة غينيا بيساو في تخليق مشاريع وبرامج الخطة الوطنية للتنمية.
السيد الوزير والأخ العزيز
سيداتي وسادتي
10- إن المغرب يشيد بالتقدم الملموس الذي حققته جمهورية غينيا بيساو، تحت قيادة فخامة الرئيس Umaro Sissoco EMBALO، وخصوصا فيما يتعلق بترسيخ الاستقرار السياسي وتشجيع التنمية السوسيو-اقتصادية.
11- كما أرغب في التعبير عن تقديري للدور الذي تلعبه غينيا بيساو في إطار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو) وجهودها الحثيثة كفاعل لا غنى عنه في التصدي لكافة مظاهر التطرف والإرهاب في المنطقة.
12- وبمناسبة انعقاد الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون على أرض هذه المدينة الغالية، أود التعبير عن خالص تقديري وامتناني لأخي، معالي السيد Carlos Pinto PEREIRA، على الموقف الثابت والمتبصر لجمهورية غينيا بيساو لصالح الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وعلى دعمها الدائم لمغربية الصحراء. فلطالما كانت من أشد المدافعين عن حق المغرب في صحرائه ومشروعية قضيته على الساحة الدولية، حيث تُوج هذا الموقف بافتتاح قنصلية عامة لغينيا بيساو بالداخلة في 23 أكتوبر 2020.
السيد الوزير والأخ العزيز
سيداتي وسادتي
13- وفي إطار التضامن الذي يطبع علاقاتها مع جمهورية غينيا بيساو، لطالما أبانت المملكة المغربية عن استعدادها لإرساء وتفعيل آليات جديدة للتبادل وتشارك الخبرات في المجال العلمي والتقني، إضافة إلى التبادل الثقافي والجامعي معها، على شاكلة باقي الدول الشقيقة والصديقة.
14- وعرف التعاون في هذه المجالات تطورا ملحوظا، مما مكن عددا مهما من الطلبة والأطر من غينيا بيساو من الاستفادة من منح دراسية ومقاعد تربوية في مؤسسات ومعاهد التعليم العالي العمومية بالمملكة المغربية.
السيد الوزير والأخ العزيز
سيداتي وسادتي
15- من الجلي أن حكومة بلدكم أبانت عن رغبتها السياسية والتزامها الجاد تجاه تحقيق مشروع أنبوب غاز المغرب-نيجيريا من خلال التوقيع على مذكرة التفاهم الثلاثية في دجنبر 2022. هذا المشروع الضخم يشكل رمزا للتعاون جنوب-جنوب والذي يجدر بالدول الإفريقية تشجيعه لأجل ضمان النموذج التنموي الإفريقي، كما لطالما دعا إليه جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله.
16- وبُغية تعزيز روابط التعاون بين المغرب وغينيا بيساو، آن الأوان لتشكيل لجنة وزارية للمتابعة والتوجيه والتقييم، يترأسها وزيرا خارجية البلدين، تتألف من القطاعات الأساسية المعنية بهذه الشراكة وتُكلف بالسهر على تنسيق السياسات والاستراتيجيات القطاعية.

السيد الوزير والأخ العزيز
سيداتي وسادتي
17- إن انعقاد هذه الدورة الثالثة يندرج كليا ضمن إطار الرغبة المشتركة لقائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، وأخيه فخامة الرئيس Umaro Sissoco EMBALO، في تعميق التعاون بين المغرب وغينيا بيساو والارتقاء بها إلى مصاف علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية.
18- ولا مجال للشك أن نتائج هذه الدورة ستشكل بداية عصر جديد لتقوية التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي، من خلال استحداث شراكة فعلية تُشرِك كلا من القطاعين العمومي والخاص.
19- وفي الختام، أود مجددا التعبير عن شكري لأخي Carlos Pinto PEREIRA لالتزامه بالعمل معنا على تعزيز العلاقات الثنائية ورغبته في الرفع من مستواها إلى شراكة رابح-رابح، كما وأتقدم بجزيل الشكر لممثلي القطاعات المعنية من الجانب البيساو غيني ونظرائهم المغاربة على العمل سويا لإنجاح هذه الدورة.
20- وأنا على دراية تامة بمتانة علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية غينيا بيساو، أعلن افتتاح هذه الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون، والتي تعِد بخلق مستقبل مشرق يطبعه الأمن والأمان والازدهار والرخاء لكلا الشعبين الشقيقين.
وأشكر الحضور الكريم على حسن استماعكم.

الاخبار العاجلة