الصحراء واحد
تحت شعار ” الزوايا بالصحراء، نموذج للتربية الصوفية السليمة”، تحتفي الزاوية الفاضلية الدرقاوية الشاذلية المشيشية بالعيون، بموسمها الديني السنوي في نسخته السادسة، لشيخ الطريقة الدرقاوية سيدي محمد مولاي العربي الدرقاوي” ايام 26- 27 و 28 الجاري.
ويأتي هذا الموسم في سياق تثمين دور الزوايا بالمنطقة، وترصيد الإرث الروحي بالإقليم، واستلهام الإرث الحضاري المغربي وثوابته الوطنية والدينية، بمناسبة شهر مولد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا وتعتبر الزاوية الفاضلية الدرقاوية فضاء للإشعاع الروحي الديني على غرار باقي الزوايا بالمغرب، فالمغرب يعتبر بوابة التصوّف لجنوب الصحراء الكبرى.
فالتصوّف المغربي يتسم بقيم مميزة، لعبت فيها الزوايا الصوفية دورا مهما في بناء الدولة، وأضحت ساحة للتوعية والتربية الدينية، إذ تميز مريدو الزوايا بالمغرب بطريقة خاصة في التربية والسلوك، ما جعل صيتهم يتجاوز حدود المملكة، ويمتد لبلدان جنوب الصحراء الأفريقية.
فالمتصوفة لم ينقطعوا عن ممارستهم الحياة الاجتماعية العادية، وكانوا يسلكون طريق التذوق والارتقاء في مقامات أهل الطريق، وعدم المبالاة بظهور الكرامات أو حصول الشهرة، ويسعون إلى التستر على كراماتهم وأحوالهم.
فموردي الزاوية الفاضلية الدرقاوية الشاذلية المشيشية يسعون في الأساس لتربية النفس في منتسبيها، وبذلك تتطهر النفس من كل الكبائر والسلوك المشين، وبالتالي الاعتماد الكلي يكون على الأخلاق وهي رأسمال الزوايا، وبذلك يكون للزوايا أدوار اجتماعية وأخلاقية وتربوية.
ولتحقيق غاياتها المرجوة، نظمت الزاوية بدار الشاب الوحدة ندوة علمية حول الزوايا بالصحراء المغربية : نموذج للتربية
الصوفية السنية، الذي اتخذت منه شعارا لهذه النسخة، حيث حضر هذه الندوة ثلة من المشايخ ورجال الدين بالمنطقة، الى جانب حضور شيخ الطريقة سيدي عبد الغني منار الداودي وشيوخ الطرق الصوفية واعيان القبائل الصحراوية ومنتسبي الزاوية، وقد عرفت هذه المناسبة العلمية الدينية توزيع مجموعة من التكريمات على شخصيات وشيوخ افاضل، واختتم هذا النشاط العلمي برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله مولانا أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، كما تم بمقر الزاوية الكائن بزنقة طوريس إحياء ليلة قرآنية والسماع للمديح النبوي حسب الطريقة الدرقاوية الشاذلية، وختاما تم الدعاء لمولانا أمير المومنين نصره الله وأيده.
