تعيين الدكتور رحال بوبريك مديرا للمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب

مدير الموقعمنذ ساعتينآخر تحديث :
تعيين الدكتور رحال بوبريك مديرا للمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب

الصحراء واحد

تعيين الدكتور رحال بوبريك مديرا للمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، خلفا للسيد محمد كنبيب الذي شغل المنصب منذ 16 يوليوز 2021.

حيث ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يومه الجمعة 18 أكتوبر 2024 م، الموافق 14 ربيع الثاني 1446 هـ، بالقصر الملكي بالرباط، مجلسا وزاريا، خصص للتداول في التوجهات العامة لمشروع قانون المالية برسم سنة 2025، والمصادقة على مشاريع مراسيم تهم المجال العسكري، إضافة إلى عدد من الاتفاقيات الدولية، ومجموعة من التعيينات في المناصب العليا.

ويعتبر المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب مؤسسة علمية منوط بها مهمة البحث في تاريخ المغرب، والارتقاء بالمعارف المتصلة بماضيه القريب والبعيد بهدف ترسيخ الهوية المغربية، وتأصيل الذاكرة الجماعية، مع التفتح على مختلف الشركاء التاريخيين الآخرين.

ولهذه الغاية، يعمل المعهد على ضمان إنجاز المهام التالية:

تطوير ونشر المعرفة التاريخية المتعلقة بتاريخ المملكة؛
تنمية الدراسات المتصلة بتاريخ المغرب وتطوير الأرشيف والرصيد الوثائقي الخاص بهذا المجال؛
السهر على إعداد وإنجاز مختلف البرامج والمشاريع والأنشطة العلمية المتعلقة بتاريخ المغرب وتراثه الحضاري، والعمل على نشر تلك التي قرر المجتمع الأكاديمي نشرها؛
إعداد منشورات موجهة للشباب، إضافة إلى مؤلفات بعدة لغات تخصص للمغاربة المقيمين بالخارج؛
استعمال مختلف وسائل التواصل، ولاسيما المتاحف التاريخية والمعارض المتنقلة وتنظيم الندوات واللقاءات العلمية؛
تشجيع التعاون مع المؤسسات والهيئات الوطنية والأجنبية المتخصصة في إجراء الأبحاث من أجل تبادل الخبرات معها وإنجاز مشاريع علمية مشتركة.
يتكون المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب من الأجهزة التالية:

مدير المعهد؛
المجلس العلمي؛
فرق البحث والدراسات العلمية.

رحال بوبريك

نبذة تعريفية:
ولد الدكتور رحــال بوبريــك بمنطقة لميلح جماعة تلمزون، ببادية مدينة (طانطان)، سنة 1965. تابع دراسته الابتدائية متنقلا بين مدن ( ورزازات والرباط و الطنطان)، وتابع دراسته الإعدادية والثانوية بالطنطان، إلى حين حصوله على شهادة البكالوريا سنة 1986. لينتقل بعدها إلى كلية الآداب بجامعة محمد الخامس، حيث سينال شهادة الإجازة بشعبة علم الاجتماع سنة 1990. ثم تابع بعدها دراسته بفرنسا، حيث سيحصل بجامعة السوربون(Sorbonne) بباريس، على دبلوم الدراسات المعمقة(DEA) سنة (1993). الأمر الذي مكنه من مواصلة مشواره الأكاديمي بجامعة إيكس مارسيليا(Aix-Marseille). التي حصل فيها سنة (1997) على شهادة الدكتوراه، في أطروحة بعنوان: “الصلحاء والمجتمع في الإسلام: الطريقة الفاضلية بالغرب الصحراوي (Saints et société en Islam ) والتي نشرت سنة 1999، عن منشورات المركز الوطني للبحث العلمي بباريس,
بعد حصوله على شهادة الدكتوراه اشتغل باحثًا لمدة سنة بمعهد تقدم العلوم ببرلين في ألمانيا ضمن برنامج حول الإسلام والحداثة. وفي سنة 2000 التحق بالتدريس بالجامعة بالمغرب كأستاذ التعليم العالي بكلية الآداب/جامعة ابن زهر، وقد تنقل في مساره بين ثلاث جامعات مغربية. فبعد جامعة ابن زهر، سيلتحق بجامعة ابن طفيل سنة (2008)، وبعدها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس سنة 2011 بالرباط، ليستقر به الأمر أخيرًا بمعهد الدراسات الإفريقية ابتداء من 2017. حيث سيهتم بشكل كبير بقضايا الساحل والصحراء، والمشاكل المرتبطة بالهجرة ومشكلات الأمن والسلم، والتطرف والإرهاب، ودينامية الأقليات، والهويات المتصارعة في منطقة الساحل الإفريقي.
تقلد الاستاذ مهام إدارية ومسؤوليات أكاديمية مختلفة، فإلى جانب كونه أستاذا محاضرًا في جامعات عدة، فإنه مدير (سابق) لمركز الدراسات الصحراوية بجامعة محمد الخامس، ومستشار لرئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان(CNDH). ويعتبر رحــال بوبريك، من الباحثين والأنثربولوجيين القلائل (إلى جانب بيير بونت، عبد الودود ولد الشيخ، ومصطفى ناعيمي…)، الذين كرسوُا حياتهم بشكل كبير، لدراسة مجتمعات الصحراء الأفريقية الكبرى، ومجتمع البيضان الذي يشغله في جل دراساته وكتاباته التي تتميّز بالدقة والعمق والوضوح بشكل متلازم، وهي خصلة قلما توفرت بسهولة للأكاديميين المغاربة الذين يميلون غالبًا إلى التنميق والتزويق، وأساليب المراوغة والتعتيم المُبالغين.
إن هذا الاهتمام الملحوظ من طرف رحال بوبريك بالمجتمع الصحراوي التقليدي، وبنياته ومؤسساته وعاداته، ودينامياتها المتنوعة، تُترجمُه كتبه العديدة التي يطفح بها المشهد الأنثروبولوجي والسوسيولوجي المغربي مند بداياته الأكاديمية. نذكر من ذلك على سبيل المثال: “الأولياء والمجتمع في الإسلام” (بالفرنسية 1999)، “المدينة في المجتمع البدوي(بالفرنسية 2003)، “دراسات صحراوية”(بالعربية2008)، “زمن القبيلة وإشكالية السلطة وتدبير العنف في المجتمع الصحراوي” (بالعربية، في طبعتين2012-2019)، “بين الله والقبيلة: رجل الدين والسلطة السياسية في موريتانيا”(بالفرنسية2011)، و”بركة النساء: الدين بصيغة المؤنث”(بالعربية)، “من الخيمة إلى المدينة: المجتمع الصحراوي ونهاية البدوية” (بالفرنسية2017)، “مدخل إلى الأنثروبولوجيا” (بالعربية 2014)، “الأنثروبولوجيا، نظريات وتجارب” (بالعربية2019). إلى جانب مقالات عديدة منشورة في مجلات علمية وطنية ودولية، من قبيل: “فقهاء الأمير وأمير الفقهاء”(2009 بالفرنسية)، “ظهور مهدي صحراوي “(بالفرنسية 2009)، “حين يؤسس الأولياء القرى”( بالفرنسية2000)، “عودة الهويات الجماعية”(بالعربية 2018)…إلخ. هذا علاوة على أعمال ومنشورات أخرى، سواء التي عمل على تنسيقها أو تأطيرها، أو تلك الأنشطة الأكاديمية التي أشرف عليها كما هو الحال مع ماستر “الإنسان والمجال بالصحراء: الديناميات الاجتماعية”(2013-2015)، وماستر “التراث الصحراوي”(2015-2017)، إلى جانب تأطيره وإشرافه على أطروحات الدكتوراه في إطار مشروعه الطموح لتثمين وإغناء البحث الأكاديمي حول المجالات الصحراوية الحديثة العهد بالاهتمام المغربي.
إن ملاحظة بسيطة، تؤكد للقارئ المُهتم والمتيقظ، أن الأنثروبولوجي رحال بوبريك، من عطاءات الصحراء التي يصعب أن تلد باحثًا آخر من طرازه، إنتاجًا واهتمامًا وتنقيبًا وتأسيسًا، خاصة وأنه يقتحم عوالم متعددة من مجالات الأنثربولوجيا والسوسيولوجيا، مع نهله من مختلف مصادر المعرفة الإنسانية، كالفلسفة والتاريخ والتراث والأركيولوجيا وكتب النوازل…، لذلك تتميّز كتاباته برصانة علمية، وبعمق أنثروبولوجي وتاريخي واضحين. يهتم الأستاذ بمواضيع وظواهر سوسيولوجية وأنثروبولوجية شتّى: السلطة، القبيلة، القرابة، الصلحاء، النساء، التصوف، البداوة، الهوية، العنف، الحرب، المدينة…إلخ. ولأن “العلم ربيب العمران” كما كان يقول ابن خلدون، فإن الأستاذ رحال بوبريك قد عمل جاهدًا على إحداث “مؤسسات عمرانية” بالمعنى الواسع للكلمة، و”وحدات بحث” جامعية مُولدة ومحتضنَة في الوقت نفسه للدراسات الصحراوية والباحثين الصحراويين وغير الصحراويين، من دول ومناطق مغربية مختلفة.

الاخبار العاجلة