تصريحات نارية داخل التحالف الحكومي.. هل بدأ السباق الانتخابي مبكرا؟ بقلم عادل بن الحبيب

مدير الموقع20 فبراير 2025آخر تحديث :
تصريحات نارية داخل التحالف الحكومي.. هل بدأ السباق الانتخابي مبكرا؟ بقلم عادل بن الحبيب

الصحراء واحد

تصريحات نارية داخل التحالف الحكومي.. هل بدأ السباق الانتخابي مبكرا؟
بقلم عادل بن الحبيب

تشهد الساحة السياسية المغربية توترات متصاعدة داخل التحالف الحكومي، الذي يجمع بين حزب التجمع الوطني للأحرار، وحزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال. وتأتي هذه التوترات على خلفية التصريحات الأخيرة لوزراء وقيادات الأحزاب الثلاثة، والتي تعكس بوضوح أن هاجس الانتخابات المقبلة بات يشكل أولوية أكبر من الحفاظ على تماسك الأغلبية الحكومية.

فخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت حدة الخطابات بين مكونات الحكومة، حيث وجهت قيادات من حزب الأصالة والمعاصرة انتقادات غير مباشرة لطريقة تدبير حزب التجمع الوطني للأحرار لبعض الملفات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بغلاء الأسعار وإشكاليات تدبير القطاعات الحيوية. في المقابل، لم يتردد بعض وزراء حزب الأحرار في الدفاع عن سياساتهم، محملين شركاءهم في الحكومة مسؤولية بعض الاختلالات.

أما حزب الاستقلال، فقد بدا وكأنه يحاول التموقع بين الطرفين، حيث وجه أمينه العام تصريحات تفيد بضرورة “تصحيح مسار الحكومة” والاستجابة لمطالب المواطنين بشكل أكثر فاعلية.
نزار بركة، الأمين العام لحزب “الميزان” والوزير في “حكومة أخنوش” اختار وهو يخاطب حاضرين في مهرجان جماهيري أن ينسلخ من مسؤوليته في التحالف الحكومي، ويلبس لسان المعارضة ليهاجم إجراءات حكومية ويؤكد فشلها.
بخطاب معارض ونبرة حادة، تحدث بركة عن استمرار ارتفاع أسعار اللحوم بالمغرب، منتقدا بطريقة غير مباشرة الإجراءات الحكومية للحد من تداعيات نقص القطيع في المغرب، .كما انتقد استمرار الغلاء في المغرب وفضح فشل الاجراءات الحكومية.

يبدو أن هذه التوترات تعكس بشكل واضح استعدادات مبكرة للاستحقاقات الانتخابية القادمة، سواء كانت الانتخابات الجماعية أو التشريعية. فالأحزاب الثلاثة، التي شكلت تحالفا حكوميا بعد انتخابات 2021، تدرك أن الحفاظ على رصيدها الشعبي يتطلب اتخاذ مسافة من القرارات غير المرضية للشارع، حتى لو كان ذلك على حساب الانسجام الحكومي.

كما أن بعض القيادات داخل هذه الأحزاب بدأت تستشعر ضرورة التموقع بوضوح استعدادا لأي سيناريوهات محتملة، سواء تعلق الأمر بتغيير في موازين القوى داخل الحكومة أو حتى إمكانية تفكك التحالف قبل انتهاء الولاية الحكومية.

رغم أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش حاول التخفيف من حدة التوترات عبر التأكيد على وحدة الصف داخل الأغلبية، إلا أن الواقع السياسي يشير إلى أن الخلافات تتعمق مع مرور الوقت. فمع اقتراب موعد الانتخابات، ستزداد هذه التجاذبات، وقد تؤثر على قدرته على المحافظة على الانسجام و التنفيذ الفعال للبرنامج الحكومي،وقدد تؤدي الى إعادة رسم المشهد السياسي.
وبينما يواصل السجال السياسي تصاعده، يبقى المواطن المغربي في انتظار إجراءات ملموسة بدلًا من حرب التصريحات.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!