الصحراء واحد
أشاد رئيس مجلس المستشارين، السيد سيدي محمد ولد الرشيد، بمتانة العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، مؤكدا أنها ترتكز على تاريخ طويل من الصداقة والتعاون الوثيق في مختلف المجالات، مبرزا بأن هذه العلاقات تستند إلى شراكة استراتيجية متينة، تتجلى في التنسيق السياسي والدبلوماسي رفيع المستوى، والتعاون الاقتصادي والتجاري المتنامي، فضلا عن الروابط الثقافية والإنسانية العميقة التي تربط الشعبين المغربي والفرنسي.
وفي مستهل كلمته، التي ألقاها بمناسبة مأدبة العشاء التي أقامها على شرف رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرالد لارشيه، الذي يقوم بزيارة إلى مدينة العيون، رحب ولد الرشيد بالضيف الفرنسي والوفد المرافق له.
ونوه رئيس مجلس المستشارين بالموقف الفرنسي الثابت في دعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو موقف يعكس الزخم الدولي المتزايد لصالح مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والتي تحظى بإشادة أممية واسعة، باعتبارها الحل العادل والواقعي والمقبول لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكد ولد الرشيد أن هذا التأييد، كما شدد على ذلك جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ليس مجرد موقف سياسي، بل هو اعتراف واضح بالحقوق الشرعية للمغرب على أقاليمه الجنوبية، وهي حقوق لا تقبل الجدل، مشيرا في هذا السياق إلى أن صفته كرئيس لمجلس المستشارين، وهو الذي وُلد ونشأ وترعرع بمدينة العيون، تشكل في حد ذاتها دليلا واقعيا وسياسيا على مغربية الصحراء.
وشدد ولد الرشيد على أن منتخبي الأقاليم الجنوبية، سواء في مجلسي البرلمان أو في المجالس الترابية والهيئات المهنية، هم الممثلون الحقيقيون لساكنة الصحراء المغربية، بعدما اختارتهم الساكنة عبر انتخابات تعرف أعلى نسب مشاركة وطنيا، وأكد أن هؤلاء المنتخبين يجسدون صوت الساكنة، ويساهمون في مسيرة التنمية والتقدم التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ويعكسون مدى اعتزاز الصحراويين العميق بمغربيتهم وتعلقهم القوي بالعرش العلوي المجيد.
كما خصّ رئيس مجلس المستشارين بالذكر شيوخ القبائل الصحراوية، مثمنا دورهم التاريخي في تعزيز الوحدة والتضامن، والحفاظ على الأعراف والقيم المحلية، إلى جانب إلهام الأجيال الصاعدة للانخراط في مسيرة البناء والتحديث التي يشهدها النغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وفي حديثه عن التنمية، أبرز رئيس مجلس المستشارين الطفرة الاقتصادية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية منذ المسيرة الخضراء المظفرة سنة 1975، والتي حولتها إلى أحد أهم الأقطاب الاقتصادية على المستوى الوطني، بل وجعلتها منصة إقليمية واعدة، وفي هذا السياق، وجّه ولد الرشيد دعوة مفتوحة إلى الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين للاستثمار في هذه الأقاليم، والمساهمة في مشاريع تنموية مستدامة لصالح الساكنة المحلية.
وأشار إلى أن زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي تعكس قناعة البلدين المشتركة بأهمية التعاون البرلماني في تعزيز العلاقات الثنائية، وتوسيع مجالات التعاون والحوار، مؤكدا بأن مجلس المستشارين يحرص على تعبئة كافة آليات التعاون المتاحة، والانخراط في مختلف المبادرات المشتركة التي من شأنها ترسيخ وتعميق العلاقات المغربية الفرنسية المتميزة، خدمةً للشراكة الاستثنائية التي تجمع المؤسستين التشريعيتين.
وفي ختام كلمته، استحضر ولد الرشيد مقولة الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول: *”هل قلنا كلمتنا الأخيرة؟”، ليجيب ولد الرشيد قطعا لا، مشددا على أن العلاقات بين المؤسستين البرلمانيتين ستظل فضاء متجدداً للمبادرات الطموحة، ومنصة خصبة لتوليد رؤى مبتكرة تعزز الشراكة المغربية الفرنسية في مختلف المجالات، مؤكدا أن مجلس المستشارين سيظل يحرص على أن يواصل بعزم وإصرار عال تعبئة كافة آليات التعاون المتاحة والانخراط في كافة المبادرات المشتركة الرامية إلى ترسيخ وتعميق العلاقات المتميزة التي تجمع مؤسستينا بما يخدم الشراكات الاستثنائية الوطيدة.








