الصحراء واحد
في تظاهرة تربوية وإعلامية غير مسبوقة، اختتمت أمس الثلاثاء دورة الصحفيين الشباب من أجل المواطنة والسلوك المدني بمدينة السمارة، التي نظمتها مؤسسة السمارة للأعمال الثقافية والتربوية والاجتماعية والرياضية، لفائدة تلاميذ أندية الصحافة المدرسية، بهدف تعزيز الوعي بالسلوك المدني، وترسيخ دور الصحافة كأداة للتغيير الإيجابي.
ترأس الحفل الختامي عامل إقليم السمارة، السيد إبراهيم بوتوميلات، مرفوقًا بالمنتخبين، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية، في حضور وازن يعكس أهمية هذه المبادرة في صقل مهارات الجيل الصاعد، وفتح آفاق واعدة أمامه في المجال الإعلامي.
شكلت النشرة الإخبارية المصورة، التي أعدها المشاركون، إحدى اللحظات البارزة في الحفل، حيث عالجت بجرأة واحترافية قضايا حيوية تمس الحياة اليومية للمواطن، مثل السلوك المدني، حماية الفضاءات العمومية، والاستدامة البيئية. هذه الإنتاجات الإعلامية الشابة برهنت على قدرة التلاميذ على توظيف الصحافة كأداة للتوعية والتغيير، ما جعل معاهد الصحافة الحاضرة تعلن عن منح دراسية مجانية لعشرة تلاميذ متفوقين لمواصلة تكوينهم الإعلامي بعد البكالوريا، في خطوة تعكس ثقتها في الطاقات الواعدة بالسمارة.
وشهدت التظاهرة لحظة مميزة بمداخلات مصورة لكوكبة من أبرز الصحفيين والإعلاميين بكبريات القنوات الدولية، من بينهم هاشم أهل برا، سعيد زعواطي، ماء العينين شبيهنا، فرحانة عياش، وفدوى المرابطي، الذين تقاسموا مع الشباب خلاصة تجاربهم، وأسرار النجاح في عالم الإعلام، مؤكدين على أهمية الشغف والمهنية والالتزام في هذه المهنة النبيلة.
إلى جانب تتويج الناشئة، شكل الحفل أيضًا لحظة وفاء لجيل الرواد الذين أسسوا لبنات العمل الصحفي بالإقليم، حيث تم تكريم مجموعة من الأسماء الإعلامية التي أرّخت لمراحل مهمة من تاريخ الصحافة المحلية، في التفاتة رمزية تعكس قيم الاعتراف والعرفان.
بهذا الزخم المتميز، أرست هذه الدورة دعائم تجربة إعلامية رائدة، فاتحة الأفق أمام جيل جديد من الصحفيين الشباب، المسلحين بالمعرفة والالتزام، والقادرين على نقل قضايا مجتمعهم بجرأة ومسؤولية عبر الكلمة والصورة
