الصحراء واحد
في خطوة دبلوماسية هامة، أعلنت المملكة المتحدة عن دعمها الصريح والواضح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل سياسي جاد وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
وجاء هذا الموقف خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى الرباط، حيث التقى نظيره المغربي ناصر بوريطة، في إطار انعقاد الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وأكد بيان مشترك أن لندن تعتبر مبادرة الحكم الذاتي “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” من أجل التوصل إلى حل دائم ومتوافق عليه لهذا النزاع الذي طال أمده، بما ينسجم مع روح الشراكة الوثيقة التي تجمع البلدين.
من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن هذا الموقف يعد “تحولا وتطورا مهما لعضو في مجلس الأمن وأحد الدول الصديقة للأمين العام للأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن “بريطانيا صوت مؤثر دوليا وأمميا، وهذا الموقف له جوانب اقتصادية حيث تدرس جهات استثمارية بريطانية ضخ استثمارات في الصحراء المغربية”.
هذا الموقف البريطاني يأتي ليعزز الزخم الدولي المتزايد الداعم للمقترح المغربي، بعد مواقف مماثلة صدرت عن قوى دولية مؤثرة مثل الولايات المتحدة، إسبانيا، ألمانيا، وهولندا والعديد من دول العالم، كما أنه يحمل دلالة خاصة باعتباره صادرا عن قوة دائمة العضوية في مجلس الأمن، ما من شأنه أن يقوي مواقف المملكة في المنتديات الأممية.
ويشكل هذا التحول في موقف لندن انتقالا من نهج الحياد التقليدي الذي لطالما التزمت به المملكة المتحدة في تعاطيها مع هذا النزاع، إلى دعم واضح للرؤية المغربية، انسجاما مع الدعم المتنامي الذي تحظى به المبادرة المغربية باعتبارها الحل الواقعي الوحيد الكفيل بتسوية هذا النزاع.








