الصحراء واحد
جماعة الدشيرة تنظم أول سباق دولي على الطريق: مشاركة واسعة وتألق مغربي في منصة التتويج
أعطى والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، صباح الأحد، الانطلاقة الرسمية للسباق الدولي الأول على الطريق (10 كيلومترات)، المنظم بجماعة الدشيرة، وذلك احتفاءً بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، وتكريمًا لروح القبطان الشهيد لحسن بنمسعود ولد اميليد، أحد أبناء المنطقة الذين قدموا حياتهم فداءً للوحدة الترابية للمملكة.
ونُظم السباق تحت شعار: “من رمال الصحراء المغربية، تنطلق قوى الأبطال”، وشهد مشاركة أكثر من 500 عداء وعداءة من مختلف مناطق المغرب، إضافة إلى عدائين محترفين من دول إفريقية وعربية. وقد جرى السباق على مضمار دائري معتمد من قبل الاتحاد الدولي للسباقات على الطريق (AIMS)، أُعد وفق المعايير التقنية العالمية.
جاءت هذه التظاهرة بمبادرة من جمعية اتحاد العودة الرياضي لألعاب القوى، وبتنسيق مع عصبة جهة العيون الساقية الحمراء، وتحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، في أول حدث رياضي من نوعه يُنظم على مستوى الأقاليم الجنوبية.
وفي افتتاح الفعالية، عبّر المتدخلون عن رمزية السباق وأهميته، حيث رحب رئيس جماعة الدشيرة ومدير السباق، سيداتي بنمسعود، بالمشاركين والحضور، مؤكدًا أن هذه التظاهرة تشكل محطة لترسيخ قيم الوفاء والانتماء الوطني.
من جانبه، أشاد مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون ورئيس العصبة الجهوية لألعاب القوى، بانخراط مختلف الجهات لإنجاح الدورة، مشددًا على أهمية تكريم شهداء الوطن عبر تنظيم فعاليات رياضية دورية تحمل أسماؤهم. كما نوه بعائلة الشهيد ولد اميليد لما تقدمه من تضحيات وعطاء للوطن. أما عبد السلام العملي، رئيس جمعية اتحاد العودة، فأكد أن السباق يندرج ضمن جهود تعزيز الرياضة القاعدية وتشجيع الطاقات الشابة على المستويين المحلي والدولي.
وشهدت المنافسة تتويج العداء المغربي وممثل الجيش الملكي هشام أولادها بالمركز الأول، متقدماً على العداء الإثيوبي منيبيرو يسماوديلي، الذي حل ثانياً، فيما عاد المركز الثالث للكيني فيليكس كيبيت ماساي. واتسم السباق بالندية والإثارة وسط حضور جماهيري فاق 3000 متفرج.
وفي ختام الحدث، تم توزيع الجوائز المالية والتكريمية على الفائزين في مختلف الفئات، بما في ذلك عداؤو الفئات العمرية والمشاركون من المؤسسات الأمنية والعسكرية. كما تم تكريم شخصيات ساهمت في إنجاح التظاهرة، التي مرت في أجواء تنظيمية احترافية تعكس التنسيق الجيد والنضج المؤسسي للجهات المشرفة.
ويعد هذا السباق الأول من نوعه في الجماعات الترابية القروية بجهة العيون الساقية الحمراء، ويجسد إرادة محلية قوية لجعل الرياضة أداة للتنمية ووسيلة للانفتاح على التظاهرات الدولية، في سياق تتعزز فيه مكانة الأقاليم الجنوبية كمجال واعد لاحتضان فعاليات رياضية كبرى ذات أبعاد رمزية وتنموية.
