الصحراء واحد
الوطية تتحول إلى وجهة سياحية واعدة في الجنوب المغربي
تحوّلت جماعة الوطية الشاطئية التابعة لإقليم طانطان، خلال السنوات الأخيرة، إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في الجنوب المغربي، بعد أن كانت منطقة هادئة ذات إشعاع محدود. ويعزى هذا التحول إلى تضافر عوامل طبيعية ومشاريع تنموية نوعية، بالإضافة إلى جهود جماعية من السلطات المحلية والمجلس الجماعي وشركائه.
مؤهلات طبيعية وبنية تحتية متطورة
تتميّز الوطية بشاطئها ذي الرمال الذهبية ومياهها النقية، إضافة إلى مناخها المعتدل وموقعها الجغرافي القريب من مدينة طانطان، مما يجعلها وجهة مفضلة للآلاف من الزوار المغاربة والأجانب، خاصة في فصل الصيف.
وشهدت الجماعة طفرة عمرانية وتنموية شملت تهيئة الشوارع، تعزيز الإنارة العمومية، وتوسيع شبكة الماء الصالح للشرب والتطهير. كما تم تجهيز مرافق اجتماعية وثقافية، مثل دار الشباب، ومركز تكوين نسائي، ومركز استقبال، إضافة إلى تأهيل السوق المغطى وتوسعة الطرق المؤدية إلى الشاطئ.
كورنيش عصري ومهرجانات سنوية
ويُعد كورنيش الوطية أحد أبرز المشاريع التي أعطت دفعة قوية للمنطقة، حيث تم تجهيزه بمساحات خضراء، فضاءات رياضية وترفيهية، وساحات عامة، ما جعله فضاءً متكاملًا يستقطب الزوار من مختلف الفئات.
من جهة أخرى، بات المهرجان الصيفي للوطية موعدًا سنويًا هامًا، ينعش الحركة الثقافية والسياحية بالمنطقة، من خلال سهرات فنية، مسابقات رياضية كركوب الأمواج وكرة القدم الشاطئية، وفضاءات مخصصة للأطفال والعائلات.
انتعاش اقتصادي رغم بعض العراقيل
ساهم هذا الإقبال المتزايد في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، من خلال تنشيط قطاعات الإيواء، النقل، المطاعم، والتجارة، فضلًا عن توفير فرص عمل موسمية للسكان، خاصة في فصل الصيف.
ورغم هذه الدينامية الإيجابية، تشير مصادر محلية إلى وجود حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تقلل من أهمية الإنجازات المحققة، وتصفها بأنها “موجهة سياسياً”. إلا أن معطيات الواقع، حسب المتتبعين، تُظهر تحسنًا ملموسًا في البنية التحتية وجودة الخدمات، يعكس إرادة واضحة في جعل الوطية وجهة سياحية دائمة، وليس فقط موسمية.
مشاريع مستقبلية ورؤية تنموية
تعمل الجماعة المحلية، بشراكة مع مؤسسات جهوية ووطنية، على إعداد مشاريع جديدة في مجالات السياحة والترفيه، تشمل إنشاء منتجعات وفنادق وبنيات تحتية تكميلية، بهدف إطالة مدة إقامة الزوار وتعزيز جاذبية المنطقة.
ويؤكد مسؤولو الجماعة أن الرهان في المرحلة المقبلة يتمثل في ضمان استدامة التنمية، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على المؤهلات الطبيعية وتحفيز الاستثمارات.
