الصحراء واحد
سعيدة شرف تُشعل منصة الوطية في سهرة استثنائية تمزج بين الطرب الحساني والإيقاعات العصرية
وسط أجواء احتفالية مبهرة ونفحات صيفية تعانق نسيم الشاطئ، احتضنت مدينة الوطية، مساء الثلاثاء، واحدة من أبرز سهرات مهرجانها الصيفي في نسخته الرابعة عشرة، حيث أحيت الفنانة المغربية الصحراوية سعيدة شرف أمسية موسيقية وصفت بـ”الاستثنائية”، لما حملته من تفاعل جماهيري كبير ولوحات فنية غنية بالطرب والتراث.
منذ انطلاق المهرجان في 16 غشت، لفت الحدث الأنظار ببرنامجه المتنوع، الذي جمع بين الفن والثقافة والرياضة، منسجمًا مع شعار الدورة: “التنوع الثقافي والفني رافعة أساسية للتنمية السياحية”. غير أن سهرة الليلة حظيت بمكانة خاصة لدى الجمهور، بالنظر إلى الحضور القوي للفنانة سعيدة شرف، التي استطاعت، كعادتها، أن تلهب حماس الحاضرين بأدائها المتميز وصوتها الذي يعانق عمق الصحراء المغربية.
وغنت سعيدة شرف باقة من أشهر أغانيها، وسط تفاعل جماهيري لافت، تخللته لحظات من الرقص الجماعي والتصفيق الحار، في مشهد يجسد الالتحام بين الفنان والجمهور، ويوحد بين الهوية الصحراوية والانفتاح الفني.
> وقد راهن المنظمون على هذه السهرة لتكون واحدة من أقوى لحظات المهرجان، وسعيدة شرف كانت في الموعد، تألقت وأمتعت، وأثبتت أن الفن الصحراوي قادر على الوصول إلى العالمية.”
ليلة 19 غشت في الوطية لم تكن عادية. كانت موعدًا مع الفرح، مع الإبداع، ومع صوت نسائي مغربي أصيل، انطلق من قلب الصحراء ليصل إلى العالم.
ففي زمن تتعالى فيه الأصوات المنادية بالحوار والانفتاح، يبقى الفن – كما أثبتت سعيدة شرف – أحد أقوى جسور التواصل والتقارب بين الناس والثقافات.
