الصحراء واحد
“خيمة الإبداع”.. مبادرة ثقافية وفنية تعزز حضور الفن والشعر في مهرجان الوطية الصيفي
الوطية – شهدت فعاليات مهرجان الوطية الصيفي في نسخته الرابعة عشرة مبادرة ثقافية نوعية حملت اسم “خيمة الإبداع”، نظمتها جمعية الساقية الحمراء للتنمية والمحافظة على البيئة، في خطوة تهدف إلى تعزيز البعد الثقافي والفني داخل هذه التظاهرة السنوية.
وتميّزت “خيمة الإبداع” بكونها فضاءً مفتوحًا للتلاقي بين أشكال التعبير الفني المختلفة، إذ جمعت بين الفن التشكيلي والشعر الحساني والعربي، في إطار يسعى إلى إبراز غنى الثقافة المحلية والانفتاح على تنوع الإبداع المغربي.
الفن التشكيلي.. لغة الذاكرة والمكان
احتضنت الخيمة معرضًا مميزًا لأعمال الفنانة الوطنية مبيريكا، التي قدّمت باقة من اللوحات التشكيلية تحمل بصمتها الفنية المعهودة، والتي تعكس رؤيتها لقضايا الإنسان والمكان والذاكرة. أعمالها تميزت ببعدها الجمالي والتعبيري، وجذبت الزوار بتناولها لموضوعات تمس البيئة والهوية والوجدان الجماعي.
الشعر الحساني والعربي.. صوت الصحراء ووهج القصيدة
وعلى مستوى الشعر، احتضنت “خيمة الإبداع” أمسية شعرية أحيى فقراتها مجموعة من الشعراء المحليين والجهويين، قدّموا خلالها ست مقامات شعرية باللغة الحسانية، جسدت عمق هذا الموروث الثقافي وأصالته، في حضور جمهور تفاعل بحرارة مع الأداء الشعري.
كما عرف اللقاء مشاركة شاعرين في مجال الشعر العربي، قدّما نصوصًا حديثة تعكس رؤى معاصرة وتُغني الفضاء الأدبي للمهرجان، مما أضفى على الأمسية تنوعًا لافتًا بين التراث والتجديد.
الثقافة في خدمة التنمية
وأكد منظمو هذه المبادرة أن “خيمة الإبداع” تمثل رؤية متجددة تسعى إلى المزاوجة بين الوعي البيئي والممارسة الثقافية، بما يجعل الثقافة والفن جزءًا من استراتيجية التنمية المحلية. وقد عبر رئيس جمعية الساقية الحمراء عن اعتزازه بهذا المشروع قائلاً إن الهدف هو “جعل المهرجان منصة إشعاع ثقافي وفني تُعزّز من مكانة الوطية كفضاء نابض بالإبداع والهوية.”
وقد أقيمت الفعالية مساء الخميس بـمركب أطلانتيك بمدينة الوطية، وسط حضور لافت من المهتمين بالشأن الثقافي والفني، مما يعكس تعطش الجمهور المحلي لمثل هذه المبادرات الهادفة التي تتجاوز الطابع الاحتفالي نحو بناء وعي ثقافي متجذر.
