“أقلية موحدة أم أغلبية مفككة…” بقلم: داهي حرمة الله

مدير الموقع28 أغسطس 2025آخر تحديث :
داهي حرمة الله

الصحراء واحد

أقلية موحدة أم أغلبية مفككة…

داهي حرمة الله

مجتمعنا الصحراوي الأصيل في جهة الداخلة وادي الذهب، قبل الثمانينات من القرن الماضي، كان يتميز بوحدة قوية وترابط وثيق بين أفراد العائلات والعشيرة والمجتمع ككل. هذه الوحدة ليست فقط نتيجة للعوامل الجغرافية (البدو وتأثير أرض تيرس العظيمة على نمط حياة الصحراويين) أو التاريخية، بل هي أيضًا نتيجة العقيدة والقيم والمبادئ التي يتمسك بها العنصر الصحراوي البدوي الأصيل.

الكرم الصحراوي من أهم القيم في مجتمعنا، حيث نتميز نحن الصحراويين بالكرم والمعاملة الحسنة فيما بيننا وكرم الضيافة والتعامل الحسن مع الضيوف. كذلك كان آباؤنا يتميزون عن غيرهم بالشجاعة والجرأة في مواجهة التحديات الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

كان ولاؤهم للقبيلة والعشيرة والعائلة قيمة مهمة في تماسك المجتمع الصحراوي، حيث يتميزون بالعدل وشرع الله. كان الاحترام هو المهم فيما بينهم، حيث يتميز آباؤنا وأجدادنا بالاحترام في اعلي صفاته.

تتجلى هذه الصورة في كوكبة من الرجال القادة الأفاضل، وعلى رأسهم رحمة الله عليهم جميعًا السياسي والوجيه الاجتماعي محمد لمين ولد حرمة الله (البليل)، الذي كان محط إجماع المجتمع الصحراوي. عرف رحمة الله عليه بأخلاقه العالية وحبه للجميع وخدمته للجميع.

حيث قدم حياته اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا من أجل مجتمعه ككل. كان محبوبًا ويحظى باحترام القبائل الصحراوية والأجانب ومن عشيرته. فكان بحرًا زاخرًا من الشجاعة والشهامة والنبل، وتربع مبكرًا على قيادة قومه، فكان جسرًا للتواصل مع جميع القبائل والمستعمر الإسباني وبعدها سجن من طرف المستعمر الموريتاني حتى تم استرجاع إقليم وادي الذهب إلى حضن الوطن.

فكان مهاب الجانب عزيز النفس كريم الطباع، وليس ذلك مستغربًا، فهو ابن سلسلة كريمة من أهل الأصول الصحراوية الكرام. لكن أهل الخراب والشتات من عشيرته تآمروا وتناوروا عليه أو بالأحرى على المجتمع الصحراوي في جهة الداخلة عمومًا من أجل منافع شخصية ومادية ضيقة.

كنت شاهدًا شخصيًا على ذلك، والله شاهد على ما أقول. التأمر والتخريب والبطش من طرف نخبة الجرف الملعون للأسف من أولاد الدليم، فكانت نكبة حقيقية في الداخلة. كانت بداية انطلاقة تهديم كل القيم والهوية والتماسك في مجتمعنا الصحراوي الأصيل، خصوصًا عشيرة أولاد الدليم.

من ذلك الوقت اختلط الحابل بالنابل، لم نعرف إلى حدود الساعة من شيوخ وأعيان ومنتخبين ومثقفين في جهة الداخلة إلا (أعطيني نعطيك)، المساومة المادية في جميع أنواعها. لا قيم ولا هم يحزنون، التخريب للمجتمع الصحراوي من خلال القدح في الأعراض وتجاوز جميع حدود الإحترام والأخلاق، إلا ما رحم ربي.

اليوم، غير مقبول الإقصاء والتهميش في الداخلة.

أليس فيكم إنسان عاقل؟ كيف يمكن لنا اليوم أو بالأحرى لشباب الداخلة أن يضع ثقته اليوم في سياسي أو مثقف أو شيوخ أو مجتمع مدني من بني عمومته وقد أصبح المكر والصداع والكذب هي العلامة البارزة؟

غير مقبول،نشرب انا ويعمل الحاسي يطيح.

من لا يتحسس إقصى بني عمومته في تقسيم عادل للمناصب و لثروة الطبيعية في جهة الداخلة لا يستحق أن يكون سياسيًا أو مثقفًا في الداخلة.

تكثير الأقلية و تكسير الاقلبية…
(العدالة الاجتماعية و الاقتصادية)
الترويج هذه الأيام للصلح بين أفراد القبيلة في الوقت نلتمس ضياعنا جميعا فى الداخلة هو دعاية رخيصة وخسيسة وتدل علي الاحساس العميق بالذنب، ولكن مجرد الاستنجاد بالطبيب بعد الموت.ما دام لانجد نكران الذات و تحمل المسؤولية جميعا بدون استثناء في كل خراب و بطش و ما يقع في الداخلة فلا جدوي من مبادرات خلقت ميتة.
وعلى من يريد منصبا أو مكانة في هذه الجهة أن يصلح نفسه اولا ،من لا يحترم نفسه اولاً فإنه لن يحترم مهما كان ،وان يتحلى با المسؤولية و لصدق والأمانة……..
ما نراه اليوم هو تهديم مستقبل و الطقات الشبابية و تماسك عائلات باكملها في جهة الداخلة وادي الذهب،التفرقة و الشتات بدلا من الوحدة و التماسك الاجتماعي .
جلالة الملك محمد السادس نصره الله و ايده أوصي في دستور 2011 با الهوية الصحراوية و الثقافة الصحراوية و الإنسان الصحراوي أين انتم يا نخبة الداخلة و مثقفون و شيوخ و أعيان و مجتمع مدني من هذا كله.فعلا لا مفر من ضرب العاصفة لنا جميعا.
اليوم نخبة و شيوخ و أعيان و مثقفون و مجتمع مدني يتعاونوا معًا في تخريب و تهديم التماسك الاجتماعي الصحراوي و الهوية الصحراوية في جهة الداخلة وادي الذهب لأنهم لا يؤمنون باى فئة قليلة موحدة و متماسكة و إنما يؤمنون بفئة كبيرة مفككة و غير متماسكة و ذالك من اجل الوصول الي مراتب عالية في المجالس و البرلمان و مصالح خاصة و مسؤوليات في الدولة إلخ….
نتمنى للجميع الوعي و تحمل المسؤولية في مايقع من كوارث اجتماعية واقتصادية و سياسية في الداخلة.
أكل الثور الأبيض حين أكل الثورلأسود
علينا جميعا قبل فوات الأوان تحمل المسؤولية في ما وقع و يقع و تقبل الأخطاء من اجل تصحيح المسار الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي
الوحدة هي التي تساعد على الحفاظ على الهوية الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و السياسية للمجتمع الصحراوي الأصيل في الداخلة.
فتح باب أمام الشباب حاملي الشواهد في تسيير الشأن المحلي و فرص الاقتصادية.
حيث المناصب كثيرة و الموارد الطبيعية كثيرة و الدولة المغربية كلها متجهة صوب أفريقيا من خلالكم انتم سكان جهة الداخلة وادي الذهب .
المنصب تكليف و ليس تشريف.

“في آخر المطاف كلنا لا يملك إلا
شرويطة بيضة و حفنة من التراب ”

بعيد من اهل الخراب و الشتات
حرمة الله داهي

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!