الملك محمد السادس يترأس حفل إطلاق مشروع صناعي ضخم لمحركات الطائرات بالنواصر

مدير الموقع13 أكتوبر 2025آخر تحديث :
الملك محمد السادس يترأس حفل إطلاق مشروع صناعي ضخم لمحركات الطائرات بالنواصر

الصحراء واحد

الملك محمد السادس يترأس حفل إطلاق مشروع صناعي ضخم لمحركات الطائرات بالنواصر

ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025، بمنطقة النواصر، بحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، حفل تقديم وإطلاق أشغال إنجاز المركب الصناعي الجديد لمحركات الطائرات، الذي تنجزه مجموعة “سافران” الفرنسية، أحد أبرز الفاعلين في الصناعة الجوية عالميًا.

ويُعد هذا المشروع الصناعي المهيكل خطوة نوعية تعزز تموقع المغرب كقطب صناعي استراتيجي في مجال صناعة الطيران، وترسخ شراكته المتميزة مع مجموعة “سافران”، التي ترتبط بالمملكة بعلاقات تعاون تمتد لأكثر من 25 سنة.

مركب صناعي بمعايير عالمية

سيقام المركب الصناعي الجديد داخل المنصة المندمجة لمهن الطيران والفضاء “ميدبارك” بالنواصر، وسيتضمن مصنعًا لتجميع واختبار محركات الطائرات التجارية من طراز LEAP-1A، وأيضًا وحدة مخصصة لصيانة وإصلاح هذه المحركات.

ويمثل هذا الاستثمار، الذي يجمع بين الابتكار والاستدامة والكفاءة الصناعية، أكثر من مجرد توسع اقتصادي، إذ يعكس الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز موقع المغرب ضمن سلاسل القيمة العالمية لصناعة الطيران، والرفع من مستوى التنافسية التكنولوجية للمملكة.

أرقام طموحة وفرص شغل واعدة

في كلمة له خلال الحفل، أكد وزير الصناعة والتجارة، السيد رياض مزور، أن الاستثمار الجديد يشمل:

  • إنشاء مصنع لصيانة وإصلاح محركات LEAP باستثمار يناهز 1.3 مليار درهم، بطاقة استيعابية تبلغ 150 محركًا سنويًا، وتوفير 600 منصب شغل مباشر في أفق 2030؛
  • بناء مصنع لتجميع واختبار محركات LEAP-1A باستثمار يُقدّر بـ 2.1 مليار درهم، بطاقة إنتاجية تبلغ 350 محركًا سنويًا، وتوفير 300 منصب شغل عالي التأهيل بحلول 2029.

وأشار الوزير إلى أن هذا المشروع سيجعل المغرب ثاني بلد في العالم يحتضن وحدة إنتاج لمحركات LEAP-1A، المستخدمة في طائرات “إيرباص A320 Neo”، ما من شأنه أن يعزز مكانة المملكة في الصناعة العالمية للطيران.

تطور لافت لصناعة الطيران بالمغرب

استعرض الشريط المؤسساتي المقدم في مستهل الحفل مراحل تطور صناعة الطيران بالمغرب، باعتبارها واحدة من المهن العالمية ذات الأولوية، والتي حققت، بفضل التوجيهات الملكية، قفزة هامة؛ حيث انتقل رقم معاملات القطاع من أقل من مليار درهم سنة 2004 إلى أكثر من 26 مليار درهم سنة 2024، ويضم حاليًا أكثر من 150 فاعلًا صناعيًا.

إشادة دولية بالمناخ الاستثماري المغربي

من جانبه، أبرز رئيس مجلس إدارة مجموعة “سافران”، السيد روس ماكينيس، أن ترؤس جلالة الملك لهذا الحدث يحمل دلالة قوية، ويعكس البيئة الاستثمارية المثالية التي توفرها المملكة، فضلًا عن التزامها الثابت بتطوير القطاع الصناعي.

وأكد المدير العام للمجموعة، السيد أوليفييه أندرييس، أن اختيار المغرب لإقامة هذا المركب الصناعي لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة توفر الكفاءات، والبنيات التحتية الحديثة، والاستقرار الماكرو-اقتصادي، مشددًا على أن مجموعته تستثمر “مع المغرب، وليس فقط فيه”.

وأشار إلى أن مجموع الاستثمارات الجارية من طرف “سافران” في المغرب، بما فيها مشاريع توسعة في مواقع أخرى، تتجاوز 350 مليون يورو، وستساهم في خلق آلاف مناصب الشغل في منظومة صناعة الطيران الوطنية.

ثلاث اتفاقيات استراتيجية لتعزيز المشروع

خلال الحفل، أشرف جلالة الملك على مراسم توقيع ثلاث اتفاقيات استراتيجية:

  1. بروتوكول تفاهم بين الدولة ومجموعة “سافران” لإنشاء مصنع تجميع واختبار المحركات.
  2. مذكرة تفاهم لتزويد مصانع المجموعة بالطاقات المتجددة.
  3. اتفاقية لإحداث المصنع الجديد بميدبارك، بمشاركة مؤسسات مالية وصناعية وطنية.

محرك LEAP-1A والتكوين المهني

تم، بالمناسبة، تقديم محرك LEAP-1A، أحد أحدث المحركات التجارية، الذي يجسد قمة الابتكار في الصناعة الجوية. كما التُقطت صورة تذكارية لجلالة الملك مع مجموعة من الشباب المغاربة المتدربين بمعهد مهن الطيران، الذين يستعدون للانخراط في هذا المشروع الصناعي الطموح.

“سافران”: شريك استراتيجي للمملكة

يُذكر أن مجموعة “سافران”، ثالث فاعل عالمي في مجال الطيران خارج مصنعي الطائرات، ورائد في تصنيع محركات الرحلات القصيرة والمتوسطة، قد اختارت المغرب كموقع استراتيجي منذ 25 عامًا، مما يعكس الثقة المتزايدة في الكفاءات المغربية والبنية الصناعية الوطنية المتطورة.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!