الصحراء واحد
في إطار الاحتفالات الوطنية المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، تعيش مدينة السمارة على وقع دينامية تنموية متسارعة تعكس عمق الانتماء الوطني وقوة الإرادة الجماعية في تحسين جودة الحياة وتطوير البنيات التحتية، في انسجام تام مع مسار التنمية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة،
القافلة التي تم استقبالها من طرف عامل إقليم السمارة السيد إبراهيم بوتوملات والسيد مولاي الشريف ابراهيم، تم خلالها تقديم مجموعة من الشروحات والمشاريع التنموية المزمع إنجازها بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء.
وقد أبانت جماعة السمارة عن دورها المحوري كقاطرة رئيسية لهذه النهضة، من خلال إطلاق مجموعة من المشاريع الطموحة التي تروم بناء مستقبل مستدام للمدينة وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية. ومن أبرز هذه الأوراش، مشروع تهيئة وتجهيز منطقة الأنشطة الصناعية الهادف إلى استقطاب الاستثمارات وخلق فرص شغل جديدة، إلى جانب برامج تأهيل البنية التحتية الحضرية ومشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، في إطار شراكات استراتيجية تجمع بين الجماعة الترابية ومختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية.
وجاءت الزيارة إلى مدينة السمارة ضمن فعاليات القافلة الإعلامية الجهوية الأولى، التي نظمها المكتب الجهوي للفيدرالية المغربية للناشرين بجهة العيون الساقية الحمراء، لتشكل مناسبة للاطلاع عن قرب على هذه المشاريع الكبرى، ولمعاينة الجهود المتواصلة الرامية إلى الارتقاء بالمدينة وتحسين الخدمات المقدمة لساكنتها. كما كانت هذه الزيارة فرصة ثمينة للقاء الفاعلين المحليين والاستماع إلى تطلعات السكان الذين يواكبون بحماس هذه الدينامية التنموية المتميزة.
وتنسجم هذه الأوراش مع التوجيهات الملكية السامية التي تهدف إلى جعل مدينة السمارة نموذجاً للتنمية المستدامة والمتجددة بالأقاليم الجنوبية، وترسيخ مكانتها كقطب حضري واقتصادي واعد يسهم في تحقيق التنمية الجهوية والرفع من مؤشرات النمو الوطني.
وفي الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي شكلت حدثاً تاريخياً فارقاً في مسار الوحدة الوطنية، تبرز السمارة اليوم كترجمة واقعية للرؤية الملكية الحكيمة، بفضل تعبئة مختلف المتدخلين المحليين والوطنيين، وتجسد روح المسيرة في العمل والبناء والمثابرة من أجل مستقبل أفضل.
السمارة ليست فقط مدينة تحتفي بتاريخ مجيد، بل هي ورش مفتوح على المستقبل، ومثال حي على نجاح النموذج التنموي المغربي في أقاليمه الجنوبية، بما يعكس طموح ساكنتها وإرادة وطن يسير بثبات نحو مزيد من التقدم والازدهار.
