الصحراء واحد
التجربة الإسبانية تعتبر من بين أهم التجارب فيما يتعلق بنموذج الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة، وينص دستور المملكة الإسبانية لسنة 1978 في الفصل 149 على أنه يحق لكل جهة أن تحدد السياسة الثقافية و الإعلامية التي تمتح من خصوصياتها الذاتية و مقوماتها الثقافية والمعرفية والبشرية.
لقد نبهتنا صرخة أرباب المقاولات الصحفية بجهة العيون الساقية الحمراء إلى ضرورة طرح إشكالية مرتبطة بمشروع الجهوية الموسعة بالمغرب في شقها المتعلق بالشأن الثقافي والإعلامي . فبالرغم من الأشواط المتقدمة التي قطعها ها المشروع على مستوى تنزيل المقتضيات و القوانين المرتبطة بالجانب الإداري ؛ إلا أن المشرع لم يحدد دور الجهات فيما يخص الاختصاصات و الصلاحيات المخولة لها بالنسبة للسياسات الثقافية والإعلامية.
حالة وواقع المقاولات الصحفية بجهة العيون الساقية الحمراء تستدعي وقفة للتأمل و التدبير العقلاني لهذه الأزمة التي تعصف بالمشروع الديمقراطي النوعي الذي تعيشه هذه الجهة اعتبارا لأهمية الدور الطلائعي للإعلام الجهوي ممثلا أساسا في المقاولات الصحفية في إبراز مؤهلات هذه الجهة و مواكبة المستجدات التتنموية و توفير المعلومة و الخبر للمتلقي المحلي.
حان الوقت للعمل على تخويل صلاحيات واسعة للجهات لتدبير الشأن الثقافي والإعلامي وفق ما تتوفر عليه من خصوصيات و امكانيات محلية حتى تكون المسؤولية على عاتق السلطات الجهوية -وعلى رأسها المجالس المنتخبة – للقيام بما يمكنه إخراج هذه المقاولات من عنق الزجاجة، و البحث عن حلول ناجعة خصوصا على مستوى الدعم المادي و تعزيز الشراكات والمبادرات الخاصة بالتكوين والتدريب الإعلامي.