ندوة فكرية بمهرجان الوطية: الثقافة والسياحة رافعتان للتنمية متعددة الأبعاد

مدير الموقع20 أغسطس 2025آخر تحديث :
ندوة فكرية بمهرجان الوطية: الثقافة والسياحة رافعتان للتنمية متعددة الأبعاد

الصحراء واحد

ندوة فكرية بمهرجان الوطية: الثقافة والسياحة رافعتان للتنمية متعددة الأبعاد

في إطار فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الوطية الصيفي، احتضن مدرج معهد التكنولوجيا التطبيقية للصيد البحري، مساء الثلاثاء 19 غشت 2025، ندوة مركزية تحت عنوان:
“التنشيط الثقافي والسياحي وفرص التنمية متعددة الأبعاد.. فضاء الوطية الساحلي نموذجاً”، بمشاركة نخبة من الباحثين والمثقفين والفاعلين المحليين. 

حضور وازن ومداخلات علمية

عرف اللقاء حضور الكاتب العام لعمالة إقليم طانطان، علي بوقسيم، وباشا المدينة المحجوب الدفالي، ورئيس جماعة الوطية نافع الوعبان، إلى جانب منتخبين وفعاليات المجتمع المدني.

افتتحت أشغال الندوة بتحية العلم الوطني، قبل أن يقدم رئيس جماعة الوطية كلمة ترحيبية، شدد من خلالها على ضرورة جعل البعد الثقافي والفني محوراً أساسياً في الاستراتيجية السياحية للمنطقة، مؤكداً أن الثقافة ليست ترفاً، بل ركيزة للتنمية المحلية.


 محاور متعددة.. من الثقافة إلى الاقتصاد

عرفت الندوة سلسلة من المداخلات العلمية التي قاربت موضوع الثقافة والسياحة من زوايا متقاطعة:

  • عبد اللطيف الصافي، المخرج المسرحي، تطرق إلى العلاقة الجدلية بين الثقافة والتنمية، مؤكداً أن الثقافة ينبغي أن تُعامل كقطاع اقتصادي قادر على خلق الثروة وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
  • من جانبه، تحدث الدكتور نورالدين أواه، أستاذ النقد، عن رهانات التنمية الثقافية وأثرها المجتمعي، مشدداً على ضرورة الاستثمار في الوعي الجماعي كأرضية لأي تحول تنموي مستدام.
  • أما الدكتور والشاعر أحمد الحريشي، فقد قدم قراءة فكرية وشعرية شدد فيها على أهمية التنوع الثقافي والفني كرافعة للسياحة، داعياً إلى ميثاق ثقافي جهوي، وخلق مرصد ثقافي لتتبع السياسات والإجراءات وضمان استدامتها. 
  • من القانون إلى الفعل.. ومن التمويل إلى الإبداع

في مداخلتها، سلطت الدكتورة ليلى ضالع، ممثلة عن مجلس جهة كلميم وادنون، الضوء على أهمية تفعيل القوانين التنظيمية للجهات، داعية إلى تنزيل ترابي فعلي يُترجم الرؤية القانونية إلى أثر ميداني.

كما قدم الدكتور سعيد بوفريوى، المتخصص في المالية العمومية، تصورات مبتكرة لتمويل الأنشطة الثقافية والسياحية، مقترحاً موارد مالية غير تقليدية تعزز استقلالية المبادرات المحلية.

في السياق ذاته، دعا الفنان التشكيلي والفاعل الثقافي مولاي علي أطويف إلى دمج الفنون البصرية في عمليات التسويق الترابي وإبراز الهوية البصرية والثقافية للوطية والجهة عموماً. 

الثقافة كمحرك تنموي.. توصيات نحو المستقبل

أجمع المتدخلون على أن التنمية الثقافية والسياحية تتجاوز البعد الاقتصادي، لتشمل أبعاداً اجتماعية، بيئية، وتربوية، وشددوا على ضرورة إدماج الصناعات الثقافية والإبداعية في السياسات العمومية باعتبارها رافعة للنمو.

كما تم التأكيد على:

  • خلق صندوق وطني لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية؛
  • توثيق المواقع التراثية من خلال الفنون والحرف؛
  • استلهام نماذج ناجحة كـمهرجان أصيلة؛
  • اعتماد مقاربات الذكاء الترابي والشراكات العمومية-الخاصة؛
  • دعم المبدعين المحليين وتعزيز الموروث البحري والشفهي للمنطقة؛
  • الاعتراف بأهمية المهرجانات الصيفية في تنشيط الاقتصاد المحلي وتسهيل التبادل الثقافي.

 تكريمات وختام

اختتمت الندوة بفتح باب النقاش أمام الحضور، في جو اتسم بالتفاعل الفكري البناء. وفي ختام اللقاء، تم تكريم الأساتذة المحاضرين تقديراً لإسهاماتهم في إنجاح هذا الموعد الثقافي ضمن مهرجان الوطية الصيفي.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!