الصحراء واحد
اجتماع لجنة قيادة التكوين المستمر بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين: عرض الحصيلة وتدقيق البرنامج الجهوي

انعقد يوم الثلاثاء 23 شتنبر 2025 بمقر المركز الجهوي لمهن
التربية والتكوين اجتماع لجنة قيادة التكوين المستمر، بحضور السيد رئيس المركز، والسيد المدير الإقليمي لوادي الذهب، وأعضاء اللجنة. وقد كان اللقاء مناسبة لتدارس مستجدات التكوين الأساس والتكوين المستمر، وتعميق التفكير في السبل الكفيلة بالارتقاء بجودة التكوين باعتباره رافعة استراتيجية لتحسين التعلمات وتعزيز مهنية الأطر التربوية
استهل الاجتماع بكلمة السيد رئيس المركز الذي قدّم لمحة عن مسار إحداث المركز وتوسع مهامه، حيث انتقل من تكوين أساتذة التعليم الابتدائي إلى تكوين أزيد من 171 أستاذًا في مختلف التخصصات ومن مختلف جهات المملكة. كما أكد على تكليف المركز بتدبير ملف التكوين المستمر بشراكة مع الأكاديمية والمديريتين الإقليميتين، بما يعزز مكانته كمؤسسة مواكبة للتحولات التربوية الوطنية.
بعد ذلك، تناول الكلمة السيد مدير الأكاديمية الذي شدّد على الدور الحيوي لمراكز مهن التربية والتكوين باعتبارها منارات تربوية ومدخلا أساسيا لتنزيل أوراش الإصلاح، سواء في التكوين الأساس أو المستمر أو البحث والتقييم. وأبرز أن منظومة لا تُقيِّم نفسها ولا تُجدّد خبراتها محكوم عليها بالجمود، وهو ما يفسر تخصيص ميزانيات مهمة وبناء مخططات جهوية وإقليمية للتكوين المستمر قصد ضمان مردودية أكبر وأثر مباشر على المتعلم. كما توقف عند محدودية البنيات المادية بالجهة التي تستدعي بذل مجهود مضاعف لتأهيلها وتوسيعها حتى تواكب طموحات الإصلاح.
في مداخلة وُصفت بالعملية والدقيقة، قدّم السيد المدير المساعد المكلف بالتكوين المستمر عرضًا مفصلًا حول البرنامج الجهوي للتكوين المستمر، انطلاقًا من تأطيره القانوني والتنظيمي، مرورًا بملامحه الكبرى، وصولًا إلى حصيلة إنجازه.
البرنامج شمل 43 دورة تكوينية استفاد منها ما مجموعه 2187 مستفيدًا، بصيغ حضورية وعن بعد، وبتكلفة مالية بلغت حوالي 2 مليون درهم.
على مستوى الأهداف العامة، أكد العرض أن التكوين المستمر يستهدف الرفع من الكفايات المهنية والبيداغوجية للأطر التربوية والإدارية، ودعم قدرتها على مواكبة المستجدات المنهاجية والتنظيمية.
أما الحصيلة المرحلية، فقد عكست تحقيق 28 دورة تكوينية (أي 65% من المبرمج)، واستفادة 1139 إطارًا (أي 52% من المستهدفين)، مع نسبة صرف بلغت 28% من الميزانية.
وقد قُدمت الحصيلة مفصلة حسب التخصصات والمواضيع، مما أتاح قراءة دقيقة لمكامن القوة ومجالات التطوير. كما لم يفت العرض التوقف عند إشكالية التعويضات التي ما زالت تشكّل أحد أبرز الإكراهات أمام انتظام التكوينات واستدامتها، إلى جانب معيقات أخرى مرتبطة بتعبئة الموارد البشرية واللوجستية.
أجمع المتدخلون على أن هذه الحصيلة، رغم أهميتها، تستدعي مضاعفة الجهود لرفع نسب الإنجاز وتجاوز مختلف الإكراهات المطروحة، وذلك عبر:
تسريع وتيرة تنفيذ الدورات التكوينية وضمان تنويع صيغها بما يستجيب لحاجيات الميدان.
تحسين حكامة الموارد المالية وربطها بالنتائج والأثر على التعلمات.
معالجة ملف التعويضات بما يضمن تحفيز الفاعلين وانخراطهم الفعلي.
إن اجتماع لجنة قيادة التكوين المستمر بهذا الزخم يعكس إرادة جماعية في جعل التكوين المستمر رافعة حقيقية للإصلاح، وخطوة عملية لترسيخ مدرسة الجودة التي يطمح إليها الجميع.








