الصحراء واحد
هل يمكن لاحتجاجات شباب جيل “زد” الحالية أن تحقق ما لم تستطيع حركة 20 فبراير انجازه في السابق
بقلم: الدكتور الشيخ بوسعيد باحث في قضايا الصحراء

– هل يمكن لاحتجاجات شباب جيل “زد” الحالية أن تحقق ما لم تستطيع حركة 20 فيراير إنجازه في السابق؟
في دراسة جديدة، أظهرت ان جيل “زد” (Generation Z) يعاني من جميع مجالات الحياة، حيث يعاني من انخفاض حاد في الصحة العقلية والجسدية، ووضع مالي واجتماعي صعب، وايضاً أزمة منتصف العمر المبكرة التي تعرف ارتفاع نسبة البطالة والتهميش والإقصاء ومستقبل مظلم حسب رأي اغلبهم، ويريدون خدمات. افضل في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، وتوفير ظروف العيش الكريم. فهذه عوامل رئيسية، كلها ساهمت بشكل رئيسي ومباشر في نهج هذه الفئة لسياسة ثقافة الاحتجاج والخروج إلى الشارع العام، للتعبير عن رفضها للسياسات العمومية المتبعة من طرف حكوماتها.
إذن ماهي الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لظهور حركة جيل “زد”، وهل ستنجح هذه الاحتجاجات بالمغرب وستحقق المطالب ؟ ام سيكون مصيرها كحركة 20 فبراير سابقا؟
أولا- الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لظهور جيل “زد”..
ففي المغرب انطلقت مظاهرات لجيل “زد” في عدة مدن مغربية، أمس السبت 27 شتنبر، واليوم الأحد 28 شتنبر 2025،. ومنددة برفضها التام لسياسة الحكومة في مجال التعليم والصحة ومعالجة البطالة وتحقيق الرفاه الاجتماعي. ويظهر هذا الجيل الجديد من الشباب المغربي اليوم، على انه فاعل رئيسي ومحوري في المشهد السياسي والاجتماعي، وأن المقاربة الأمنية في التعامل معه لا تجدي نفعا، وأغلبهم ازداد مع مطلع التسعينات وبداية سنة 2000، وترعرع في ظل الانترنت والعولمة، ويتميز بمؤهلات رقمية عالية، وبشبكات تواصلية فعالة ومنظمة، ويبحث عن مستوى معين من الرفاه الفردي ومستقبله الشخصي ، ويعتبر ان التنظيمات الهرمية الصارمة والمقيدة، لم تعد مقبولة اليوم في عصره، وان معظمهم لا ينخرط في احزاب سياسية ولا نقابات ولا اي تنظيم سياسي. وعدم استطاعة الأحزاب السياسية المغربية احتوائهم، والدفاع عن حقوقهم من خلال برامج سياسية حقيقة وناجعة، تجعل جل الشباب المغربي ينخرط في برامجهم الانتخابية ويثيق بها.
ثانيا- هل سيحقق جيل “زد” مطالبه التي انشئ من اجلها؟
ففي بلاغ لشباب “جيل زد” نشر على صفحتهم “ genz212”، أدانوا فيه ما تعرضت له الوقفات الاحتجاجية التي دعوا لها امس السبت من قمع وتوقيفات، واعلنوا إصرارهم اليوم الاحد على تجديد الاحتجاج بشكل أقوى، مع احداث تغييرات على أماكن التظاهر والتي قوبل معظمها اليوم الأحد من المنع من طرف الدولة. يمكن القول ايضا بأن الدولة لم يبقى بوسعها تكرار تجربة حركة 20 فبراير في السابق، وتريد مجابهة هذه الاحتجاجات بالمنع والردع، وأنها لم يعد مسموح لها بالتظاهر كما كان في السابق.
يمكن القول، بان جيل “زد” سيبلغ ما بين العقد الثالث والرابع بحلول مطلع سنة 2030، حيث سيكونون في الأحداث التي سيعرفها المغرب، وبصفة خاصة كأس العالم. إذن التغيير أصبح مسألة ضرورية وملحة في الوقت الراهن. لأن اغلبهم يرفض سياسة التخويف، ويتطلع لمستقبل واعد ومزدهر. ومن هذا المنطلق تظهر لنا جليا أهمية توظيف البحث العلمي، وخاصة العلوم الاجتماعية والإنسانية لفهم التغيرات والتحولات التي تعرفها بلادنا. حيث يجب ان يكون في خدمة التنمية المستدامة والشاملة.
الاجتماعية والاقتصادية،
يجب على المسؤولين الأمنيين بشكل عام او قوات حفظ النظام التعامل مع هذه الظاهرة الاحتجاجية بتعقل، وعدم جر البلاد التي مزيدا من الدم والعنف، وفتح حوار سلمي يراعي مطالب هذه الفئة العمرية التي سيأني دورها لا محالة في القريب العاجل في تسيير شؤون الوطن في المستقبل القريب.








