الصحراء واحد
احسينة لغزال
تُعدّ الرياضة، وفي مقدّمتها كرة القدم، مدرسةً للقيم قبل أن تكون ساحةً للتنافس، حيث يُفترض أن تسود الروح الرياضية والاحترام المتبادل داخل الملعب وخارجه. غير أن مشهد رفض بعض لاعبي منتخب الأردن مصافحة المدرب طارق السكتيوي أثار الكثير من التساؤلات، واعتبره متابعون دليلاً على قصور في الفهم والرؤية، ومخالفةً لمبادئ اللعب النظيف التي تُرسّخها كرة القدم الحديثة.
ورغم الجدل الذي أثارته هذه اللقطة، فإن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الإنجاز الذي بلغه المنتخب الأردني لم يتحقق إلا بجهود وخبرة مغربية، أسهمت بشكل واضح في تطوير الأداء ورفع مستوى التنافسية.
وفي المقابل، لم تشهد الجماهير مثل هذه التصرفات في محطات كروية كبرى، حين حقق المنتخب المغربي انتصارات تاريخية على منتخبات عريقة من قبيل البرتغال وإسبانيا وغيرها، حيث ظل الاحترام عنواناً بارزاً، والانضباط سلوكاً ثابتاً، ما عكس نضجاً كروياً وأخلاقياً يليق بمكانة الكرة المغربية.
إن كرة القدم، في نهاية المطاف، ليست مجرد نتائج تُسجَّل، بل منظومة قيم تُجسَّد، ومن لا يستوعب ذلك يظل بعيداً عن جوهر اللعبة ورسالتها التربوية.








