الصحراء واحد
ملعب مولاي عبد الله بالرباط… صرح رياضي يجمع الجمالية المعمارية والتنظيم الاحترافي
الرباط – لغزال احسينة
يشكّل ملعب مولاي عبد الله بالرباط أحد أبرز المعالم الرياضية الحديثة بالمملكة المغربية، ونموذجًا متقدمًا للبنية التحتية التي تراهن عليها البلاد لمواكبة كبرى التظاهرات القارية والدولية. فالملعب لا يختزل دوره في احتضان المباريات فقط، بل يعكس رؤية متكاملة تجمع بين الجمالية المعمارية، والنجاعة التنظيمية، وجودة المرافق.
من الناحية المعمارية، يتميز ملعب مولاي عبد الله بتصميم عصري يستلهم روح الهوية المغربية، حيث تنسجم الخطوط الحديثة مع لمسات فنية تعكس عمق التراث المحلي.
ويمنح الشكل الخارجي للملعب صورة بصرية أنيقة تجعله معلمة بارزة في المشهد العمراني للعاصمة، خصوصًا مع الإضاءة الليلية التي تضفي عليه جاذبية خاصة وتحوّله إلى فضاء ينبض بالحياة.
أما على مستوى التنظيم الداخلي، فقد رُوعي في تصميم الملعب توفير رؤية واضحة ومريحة من مختلف المدرجات، مع توزيع مدروس للمقاعد يضمن قرب الجماهير من أرضية الميدان، ما يعزز الأجواء الحماسية خلال المباريات. كما يتوفر الملعب على مرافق حديثة تشمل فضاءات مخصصة للإعلام، غرف ملابس بمعايير دولية، ومنصات لكبار الشخصيات، إضافة إلى تجهيزات تراعي ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة.
ويبرز الجانب التنظيمي للملعب بشكل خاص خلال التظاهرات الكبرى، حيث تُسجل انسيابية واضحة في عملية ولوج الجماهير وخروجها، بفضل تعدد المداخل والمخارج، وتوفر ساحات واسعة تحيط بالملعب، إلى جانب تنسيق محكم بين مختلف المتدخلين من سلطات أمنية ومنظمين ومتطوعين. ويساهم هذا التنظيم في ضمان راحة المتفرجين وسلامتهم، ويعكس صورة إيجابية عن قدرة الرباط على احتضان أحداث رياضية كبرى.
ولا يقتصر دور ملعب مولاي عبد الله على الجانب الرياضي فحسب، بل يُعد فضاءً متعدد الاستعمالات، يحتضن أنشطة وتظاهرات متنوعة، ما يجعله مكونًا أساسيًا في الدينامية الثقافية والرياضية التي تشهدها العاصمة.
وبذلك، يرسخ ملعب مولاي عبد الله مكانته كأحد أهم الصروح الرياضية بالمغرب، وعنوانًا بارزًا لتطور البنية التحتية الوطنية، وجزءًا من الرهان الاستراتيجي على الرياضة كرافعة للتنمية والتألق القاري والدولي.
