الصحراء واحد
الرباط تعيش على إيقاع كأس إفريقيا… افتتاح مبهر ومواجهة حماسية بين المغرب وجزر القمر
تعيش العاصمة الرباط منذ أيام على وقع أجواء استثنائية تزامنًا مع انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم، حيث تحولت شوارعها وساحاتها الكبرى إلى فضاءات للاحتفال الكروي، تزينت بالأعلام الوطنية، وامتلأت بحناجر الجماهير القادمة من مختلف ربوع المملكة ومن بلدان إفريقية شقيقة، في مشهد يعكس مكانة المغرب كوجهة رياضية وتنظيمية رائدة في القارة.
ومع ضربة البداية، شدّت الأنظار إلى مقابلة الافتتاح التي جمعت المنتخب الوطني المغربي بنظيره منتخب جزر القمر، في لقاء احتضنه ملعب مولاي عبد الله ترأسه ولي العهد َ مولاي الحسن وشخصيات مرموقة رقة وسط حضور جماهيري غفير خلق لوحة بصرية وصوتية مبهرة، امتزجت فيها الأهازيج الوطنية بالإيقاعات الإفريقية، في تعبير صادق عن وحدة الرياضة وتنوع الثقافة.
قبل انطلاق المباراة، شهد حفل الافتتاح فقرات فنية احتفالية استحضرت غنى التراث المغربي وتنوعه، إلى جانب لمسات إفريقية عكست روح البطولة، وهو ما لقي استحسان الجماهير والوفود الرسمية، مؤكدًا مرة أخرى قدرة المغرب على تنظيم تظاهرات كبرى بمعايير عالمية.
وعلى أرضية الميدان، دخل المنتخب المغربي المواجهة بعزيمة قوية ورغبة واضحة في تحقيق بداية مثالية، حيث فرض أسلوبه الهجومي منذ الدقائق الأولى، مدعومًا بتشجيع جماهيري متواصل.دون ان تهتز الشباك في المرحلة الأولى في المقابل، أبان منتخب جزر القمر عن روح قتالية عالية وتنظيم دفاعي محكم، ما جعل اللقاء تنافسيًا ومفتوحًا، ورفع من منسوب الحماس داخل المدرجات.
ولم تقتصر أجواء العرس الكروي على الملعب فقط، بل امتدت إلى مختلف أحياء الرباط، حيث عرفت المقاهي والساحات العمومية إقبالًا كبيرًا من المشجعين، في أجواء احتفالية آمنة وتنظيم محكم، ساهمت فيه مختلف المصالح الأمنية والتطوعية.
بهذا الافتتاح الناجح، تؤكد الرباط مرة أخرى جاهزيتها لاحتضان أكبر التظاهرات الرياضية القارية، وتبعث برسالة واضحة مفادها أن كأس إفريقيا بالمغرب ليست مجرد بطولة كروية، بل موعد للاحتفال، والتلاقي، وترسيخ صورة بلد جعل من الرياضة رافعة للتنمية ووسيلة للتقارب بين الشعوب.
اللقاء عرف فوز المنتخب المغربي بهدفين لصفر
